كيف نرصد “العيوب، والخصائص، والممارسات والمباديء، والمنهجيات، والأدوات؛ لتحقيق جوائز التميز؟..الإجابة على هذا السؤال، تكمن في أن جوهر الجودة الشاملة يتمثل في قدرتها على إحداث تغيير ثقافي ملموس؛ من حيث قدرتها على استخدام معلومات الجودة؛ بغرض التحسين، وليس بغرض اللوم والعقاب، واعتبارها سلطة موازية للمسؤولية، وبناءً لنظم الحوافز وتبنيها لمفهوم التعاون بديلًا للتنافس، ناهيك عن ضمانها للوظائف الآمنة للعاملين في أجواء من العدل والإنصاف والتعويضات، وتأكيدها على ملكية العاملين لجهودهم وإنجازاتهم.
ممارسات خاطئة
وخلال رحلتها لتحقيق الجودة، ترتكب الشركات العربية ممارسات خاطئة تعيق تقدمها وتقودها للتيه في محيط الجودة الواسع، ومنها: ضعف دعم الإدارة، والالتزام قصير الأمد، وضعف مشاركة العاملين، وقلة تخصيص الموارد، وضعف البرامج التدريبية الملائمة، وعدم وجود بحوث “سوقية” كافية، وتوقع نتائج سريعة دون جهود موازية، ثم الإدارة “بالعقاب والخوف”!
إنَّ أي تطبيق إداري حديث يخلو من عناصر “ديمينغ” الأربعة عشر، ويفتقد لعناصر “ديمينغ” الخاصة بنظرية الإدارة- وهي: تقدير النظم، ومعرفة الاختلافات، وإدارة المعرفة والعوامل النفسية- سيكون بالتأكيد قاصرًا وضعيفًا ومجوفًا.
الإدارة بالأهداف
وينبغي التركيز على العيوب الدارجة في معظم المؤسسات وهي: غياب وحدة الهدف، والتركيز على الأهداف القصيرة الأمد، واعتماد الإدارة بالأهداف بدون منهجية سببية موازية، وضعف دافعية الإنجاز، واستخدام الأرقام المجردة بدون مضمون، والتكاليف الطبية الكبيرة، والمسؤولية القانونية.
وتتلخص خصائص الشركات العالمية المطبقة للجودة الشاملة في: السعي لإرضاء الزبائن، والحد الأدنى من الحوادث وضمان السلامة القصوى، وربط العائد على الاستثمار بالزبائن، وربط الأرباح بالعاملين، وتحسين الاتصالات، ودعم برامج نقل المعرفة المتخصصة، والتدريب المكثف في أنماط القيادة الفاعلة، وإشراك الموردين والمقاولين في برامج تحقيق الجودة، والسعي الحثيث نحو التحسن المستمر الشامل.
مباديء الجودة الأساسية
لابد من الفهم الحقيقي العملي لمباديء الجودة الأساسية وهي: عناصر القيمة المضافة، والتفتيش على العمليات، كما التفتيش على المنتجات والخدمات، وفهم الانحرافات والتعامل معها إحصائيًا، ومشاركة الجميع في تحسين النظم والعمليات، ثم العمل جوهريًا على تحقيق رؤيا ورسالة المؤسسة وبشكل عملي مترابط وشامل وواقعي.
لقد نجحت الجودة الشاملة في اليابان وحققت نجاحات كبيرة؛ لأنها ارتبطت بعناصر الوعي والحس والذوق السليم؛ لذا حققت إنجازات عظيمة في الواقع الميداني.
معايير الجوائز العالمية
هكذا نجد شركات عالمية كبرى- مثل “بكتل، وفلوريدا باور، وموتورولا، وجنرال إليكتريك، وتكساس إنسترومنت، وبوينغ” وغيرها- قد استخدمت بفعالية معايير الجوائز العالمية لقياس التقدم الحقيقي في مختلف عملياتها الرئيسة، وعلى شركاتنا العربية أن تحذو حذوها وبجدية، وليس كادِّعاء ورغبة بالحصول على الجوائز فقط!.
لقد قام باحثون أجانب بقياس المقاربة ما بين تحقيق جوائز التميز والإنجازات الربحية للشركات ذات العلاقة، فتوصلوا إلى وجود علاقة رقمية إيجابية.
يمكن ببساطة، عرض مراحل تطبيق الجودة الشاملة على النحو التالي: وضع أهداف وغايات، والالتزام الكامل للإدارة، والتعرف على مراحل التطبيق، وتحديد الأولويات والمسؤوليات، ووضع جدول زمني للتنفيذ ضمن فرق عمل محددة، والتخطيط المسبق، والتفتيش الذاتي الدوري، والمتابعة والمراقبة المستمرة.
أدوات الجودة
وينبغي التركيز على أدوات الجودة المختلفة والتي تشمل: مخططات الانسياب، والسبب والتأثير، والرقابة، والمدرجات التكرارية، ومخططات التفتيش، وباريتو، ومخططات الانتشار والجريان؛ إذ ثبت أن استخدام هذه الأدوات بشكل فاعل كفيل بحل معظم مشاكل الجودة بنسبة 85—90%.
منهجيات الجودة الشاملة
كيف نحقق التميز باستخدام منهجيات “الجودة الشاملة”؟!
لكي نحقق التميز المطلوب يجب اتباع ما يلي:
- استخدام عناصر إدارة التغيير والتمكين وإدارة الوقت والقيادة الفعالة.
- التفاعل والابتعاد عن التلقين.
- إنجاز المهام المطلوبة بجدية وحسب الجدول الزمني.
- إيجاد حالات عملية داعمة وأمثلة ومعززات ذات شمولية وتحسين مستمر.
- إظهار عناصر القوة والخبرات الخاصة والكم المعرفي.
- استخدام عملي موثق لأدوات الجودة بالتكامل مع إنجاز المهامز
- إدخال منهجيات عمل تجريبية، والتأكد من نجاح تطبيقها.
- التأكيد على عناصر التخطيط الاستراتيجي وربطها بإحكام مع الجودة الشاملة ضمن إطار زمني متسلسل، ابتداءً من عناصر الرؤيا والرسالة والقيم، ومخطط “السوت” الاستراتيجي، ثم: خطط الإنجاز العملية، وتحقيق المراجعات الموثقة.
- اتخاذ الإجراءات التصحيحية الملائمة، والتغذية المرتدة.
- الاحتفال بالإنجاز وتحفيز جميع المشاركين دون استثناء.