أوصت جلسة ( الشباب العربي بين التحديات والتطلعات) ــــــ التي عقدت ضمن أعمال الأسبوع العربي للتنمية المستدامة بالقاهرة؛ الذي تنظمه جامعة الدول العربية، بالتعاون مع وزارة التعاون الدولي المصرية، والبنك الدولي، وهيئة الأمم المتحدة ـــــــ بمخاطبة جامعة الدول العربية لدعم مبادرة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة بإنشاء الصندوق العربي لتنمية الشباب وريادة الأعمال لتمويل مشروعات الشباب العربي، ومخاطبة الصندوق الإنمائي العربي للمشاركة في التأسيس ليكون نواة تمويلية لتنفيذ ما يخرج من جامعة الدول العربية وغيرها من برامج لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة، ضرورة وضع خطة عربية لتدريب وتأهيل الشباب لسوق العمل، والتركيز على تحويل مخرجات البحث العلمي إلى منتجات تجارية قابلة للتسويق محليًا ودوليًا، ودعوة جامعة الدول العربية لإطلاق حملة لدعم المنتج العربي حفاظًا على الاقتصادات الوطنية، وتحفيز مؤسسات القطاع الخاص على القيام بتنفيذ أنشطة خاصة بالبحث والتطوير والابتكار وتبنيها للحفاظ على المنافسة المحلية والإقليمية ، ضرورة إشراك الشباب في وضع السياسات والاستراتيجيات التي تنفذ للشباب وإشراكهم في صناعة القرار، تحفيز دور الإعلام التنموي في رفع وعي الشباب العربي بريادة الأعمال وانتاج مسلسل درامي يحفز الشباب على العمل الحر تحت عنوان قادة المستقبل.
وطالب بضرورة تحسين البيئة التعليمية وتوفير أحدث الوسائل التقنية في كافة المراحل التعليمية، وضرورة إشراك الشباب أنفسهم في وضع الاستراتيجيات وخطط العمل التي ستنفذ للشباب والاهتمام بتمليكهم القدرات التي يحتاجونها في عصر العولمة مثل التفكير النقدي وحل المشكلات، والعمل ضمن فريق، واستخدام التقنية، وإنشاء حاضنات الأعمال لدعم أفكار وإبداعات الشباب وتحويلها لمشاريع ناجحة.
وقد أدار الجلسة د. مشيرة أبوغالي رئيس مجلس إدارة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة
وشارك فيها الشيخة د. هند عبدالعزيز القاسمي رئيس نادي الإمارات الدولي لصاحبات الأعمال والمهن الحرة ( الإمارات)، و محمد بن عايض الهاجري؛ عضو مجلس إدارة مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة ( السعودية)، وفداء تركي رائدة أعمال (فلسطين)، وإدريس ديمبا كوريرا
( موريتانيا)، ومي سليم الطبال (لبنان).
وفي البداية قالت د. مشيرة أبوغالي أن مجلس الشباب العربي للتنمية المتكاملة يسعى بجد من أجل المساهمة في تفعيل أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، ورفع وعي الشباب بها ، خاصة في ظل ما يعانيه العالم أجمع، والمنطقة العربية من أزمات، أنعكست على الشباب ما زاد من نسب البطالة والفقر، ولذا ساهم المجلس في تنظيم منتدى الشباب العربي بين أهداف التنمية المستدامة والأمن القومي العربي في فبراير الماضي، بهدف مناقشة وضع الشباب العربي في خطة التنمية المستدامة 2030م، ورفع مطالب الشباب العربي للأمم المتحدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ووضع أولويات التنفيذ بما يعود بالنفع على الشباب العربي، ووضع رؤية الشباب العربي إشراكه في منظومة التنفيذ.
وتحدثت الشيخة د.هند القاسمي عن تجربة الإمارات مشيرة إلى أن السياسة الرشيدة التي وضعها الشيخ زايد رحمه الله والتي ارتكزت على الاستثمار في الإنسان قد أثمرت الآن بفضل قيام أولو الأمر في الإمارات على تنفيذ هذه السياسة، وكانت الثمرة ما نشهده من تقدم سريع، وضع الإمارات في أعلى درجات السلم في المنطقة في مؤشرات الابتكار والإبداع وريادة الأعمال، وحققت معدلات نمو اقتصادي مرتفعة، بفضل القادة الشباب واعتمادهم على الشباب.
وأشارت القاسمي إلى تجربة نادي الإمارات الدولي لصاحبات الأعمال والمهن في دعم الشباب وقالت :”لقد كسرنا تقليد إقتصار عضوية نوادي وجمعيات رجال وسيدات الأعمال على رجال الأعمال الذين يملكون شركات كبرى وسجلات تجارية مسجلة ، والذي كان شرطًا أساسًا في العضوية، فمنحنا الشباب الفرصة للإنضمام للنادي بدون شروط ، كي يتعلم ويتدرب ويخالط رجال وسيدات الأعمال، وبالتالي نزرع فيه روح الريادة، ثم ندعم أفكاره وابتكاراته، وساعده على تنفيذ مشروعاته حتى يحقق النجاح فيها”.
وتحدثت كل من فداء تركي رائدة أعمال (فلسطين) عن التجربة الفلسطينية ومقدرة الشباب والمرأة في كسر الحصار والنجاح في خلق تجربة ريادية متميزة لتوفير الاحتياجات الرئيسية من منتجات فلسطينية، ونجاح مشروعات رواد الأعمال رغم التحديات الكثيرة التي تواجههم.
، كما عرض إدريس ديمبا كوريرا ( موريتانيا ) عن التجربة الموريتاينة، والتجارب التي تتم لنشر ثقافة ريادة الأعمال، ودعم الشباب لعمل مشروعات ريادية ، مشيرًا للتحديات التي تواجه الشباب من نقص الخبرة وقلة التمويل وغياب حاضنات الأعمال.
وأكد كوريرا على أهمية الاستثمار في العنصر البشري والشباب باعتباره كل الحاضر، و إعداده جيدًا هو ما سيصنع المستقبل ويجعلنا نطمئن على نجاحه.
وعرضت مي سليم الطبال (لبنان) التجربة اللبنانية، مشيرة للجهود والبرامج التي تبذلها الحكومة اللبنانية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وما يتم في إطار تمكين الشباب، مشيرة إلى أن ريادة الأعمال صفة أصيلة في الشعب اللبناني منذ فترات طويلة، وأعطت أمثلة لنماذج ناجحة لرواد أعمال ورائدات أعمال خلقوا تجاربهم الخاصة.
و قد شمل اللقاء طرح مبادرة إنشاء صندوق للتنمية ودعم مشاريع الشباب، وتمويل ريادة الأعمال.
وفي النهاية أدارة الشيخة هند القاسمي حوارًا مع الشباب من الدول العربية المختلفة الذين حضروا اللقاء للإجابة على استفساراتهم والاستماع لرؤاهم حول التنمية المستدامة وريادة الأعمال.
يذكر أن الأسبوع العربي لأهداف التنمية المستدامة يُسعى لتمكين الدول العربية المشاركة من وضع الخطط المستقبلية لتحقيق التنمية المستدامة، عبر تحسين معيشة المواطن والخدمات، وتوفير فرص عمل للشباب، وتقليل نسبة الفقر، وغيرها من الخطوات التي أقرها رؤساء الدول في سبتمبر 2015.
هذا وسيختتم الأسبوع العربى فعالياته بجلسة رفيعة المستوى اليوم، ستشمل إعلان التوصيات والنتائج التى أوصى بها المشاركون خلال جلسات الإسبوع التي امتدت أربعة أيام، عقدت خلالها نحو 16 جلسة تناولت محاور التنمية المستدامة والقضايا المتعلقة بها وعرض تجارب الدول العربية المشاركة ومجهوداتها في تنفيذ أجندة التنمية المستدامة.
كتب / حسين الناظر