الرحلة تبدأ بفكرة، وتنتهي بشركة مسجلة ..
تخيلها كمغامرة لتسلق أحد الجبال، وهي المغامرة الأقرب إلى قلبي؛ فأغلبنا شعر بالسعادة أثناء طفولته، والمشاعر ذاتها تتكرر حتى هذه اللحظة بالمتعة التي بثت روح التحدي فينا وعشق المغامرة وخوض المجهول؛ أما الوصول إلى القمة فتلك حكاية في حد ذاتها، أترك لكم تخيل لذة استنشاق الهواء النقي وروعة جمال المنظر من القمة.
تعامل مع الأمر بشكل أكثر جدية، وكأنك تتسلق قمة أعلى جبل بالعالم، وتخيل استعدادك وانتقاءك لشركاء الرحلة واهتمامهم برفقتك، وكيفية توطيد العلاقة بينكم، والاتفاق على التخطيط لتحقيق الحلم مع بعضكم البعض؛ فنجاحك بالوصول يعني نجاحهم، والعكس صحيح؛ وذلك من خلال التدريب الجاد واكتساب الخبرات والمعرفة ومتعة الإنجاز، وبعدها ابدأ رحلة البحث عن رعاة لتحمل تكاليف الرحلة الباهظة، واحسب كم من الوقت تستغرق رحلة الإعداد والتخطيط حتى لحظة الصعود، وكم من الوقت تحتاج للوصول إلى القمة ؟.
إن مردود الريادة كان عاليًا في بناء وصقل شخصيتي، واكتشاف قدراتي، والسعي إلى توازنها، وفهم الحياة، واستيعاب وتفسير وتصنيف الشخصيات من حولي، وترتيب الأولويات في حياتي، بغض النظر عن الجانب المادي بالبداية، فقد تعلمت ولازلت أتعلم؛ لأن تثقيف وتعليم ذاتي بات جزءًا من أولوياتي.
إنَّ العمل الجاد والالتزام والإصرار والتصميم، هي الأدوات التي يعتمد عليها رواد الأعمال، ولكن يجب أن يتم تفعيلها؛ وذلك من خلال شغفك وحماسك لفكرتك ومشروعك.
عندما تحقق النجاح، ستبدأ في التصرف بريادية في كل جوانب حياتك، وليس فقط في التجارة والأعمال. ستتصرف باستباقية أكثر من ذي قبل؛ لتتأكد من أن جميع ما تحتاجه هو في تصرفك، وعنئذٍ تحول حياتك كما تريد؛ وذلك لأن الريادة أسلوب حياة.
إيمانك وشغفك بفكرة مشروعك التجاري، هو وقودك للرحلة الذي يحفز لديك صفاتك ومهاراتك، وينتج لديك طاقة غير مألوفة، تجعلك تنطلق بلا توقف؛ أما إذا لم تكن تشعر بماسبق، فمن الأفضل أن تعمل بوظيفة تناسب إمكانياتك وطموحاتك.
يُقال إنك لا تحتاج لمهارات أو خبرات، ولكن…
نعم غالبية رواد الأعمال لم يكونوا متدربين أو خبراء في المجال الذي بدأوا فيه مشروعاتهم ، بل إنَّ
بعضهم لم يمر بأية تجربة تجارية جدية إطلاقًا؛ لذلك نجد أن العمل قد بدأ مكثفًا لخلق ثقافة ريادة الأعمال بين طلبة الجامعات والمدارس بمختلف المراحل العمرية.
تعايشت مع أطفال بعمر الخمس والست سنوات، متحمسين بمشاريعهم في أكثر من برنامج لدعم ريادة الأعمال، وهو أمر مجتمعي صحي يعكس فيهم بناء الثقة بالنفس والتطوير الذاتي وروح المسؤولية وثقافة القوانين الإدارية والتجارية؛ لأن الرغبة في إنشاء أعمالهم التجارية هي التي علمتهم كل ما احتاجوا أن يعرفوه طوال رحلتهم. وبعبارة أخرى؛ فإن عملية إطلاق العمل التجاري تصبح أكبر مصدر تعلم للريادي؛ حيث نبدأ بكتابة أول خطة عمل تجارية .
يؤدي نقص المعرفة والخبرة العملية إلى تحفيز التفكير والإبداع بالمنتج النهائي، ويجعلك غير عابئ بعدم إدراكك للعوائق التي تنتظرك، فنقص خبرتك منحك انفتاحًا تحتاجه لإدارة المجهول، يستدعي أن تعمل لتحقق هدفك، لكن ذلك لا يعني قدرتك على الوصول من دون أن تعي نقاط قوتك ونقاط ضعفك وتقييمها.
كن واقعيًا في تقييم ذاتك..
خلال مسيرتك، لابد أن تتعلم المهارات والتقنيات التي تحتاجها، فبعضها يمكنك أن تتعلمه بنفسك بالبحث عن آخر المستجدات؛ بالإنترنت أو بالقراءة والممارسة وحضور البرامج والدورات التدريبية التي يمكن أن تخدمك، كما تحتاج إلى الاستعانة بأهل الخبرة والمعرفة؛ مثل الموجهين والمرشدين المحترفين لدعم مسيرة نجاحك.
إنَّ نشر الإلهام والمعرفة والخبرات من الأمور المؤثرة في عالم ريادة الأعمال؛ حيث تحفز نصائح المرشدين والخبراء على الإلهام وتصميم الأفكار بالشكل الأنسب.
نحن هنا لدعمكم وخدمة مجتمعنا…