يتسم طلاب الجامعات بتفكيرهم المتقدم، ورغبتهم في إصلاح البيئة المحيطة، فتجد بعضهم يتخطى الأفكار النظرية، ويخطو بجدية نحو الواقع العملي بتأسيس مشروع يعالج تلك المشكلات الاجتماعية، وفي الوقت ذاته يحقق له الربح المأمول.
من أبرز الأمثلة على هؤلاء، تيموثي إريكسون Timothy Ericson الذي لفت انتباهه – وهو في عامه الدراسي الثاني بجامعة Drexel بباريس- نظام تبادل الدراجات الذي يساعد في الحفاظ على البيئة،فوجد أنه يشمل 20 ألف و600 دراجة موزعة على 1451 محطة، ويشترك به 42 مليون شخص، فوجد الفرصةمتاحةأمامه لتبني مثل هذا المشروع، فورعودته إلى بلده؛ ما يدر عليه أرباحًا طائلة، علاوة على مساعدته في الحفاظ على البيئة.
يقول «إريكسون» – 23 عامًا- إن استخدام الدراجة في الذهاب إلى المدرسة أو العمل مناسب له تمامًا، كماأنه يقلل من انبعاث مادة الكربون الضارة بالصحة، وهو الأمر الأكثر أهمية من وجهة نظره.
كان تأسيس شركة مستقرة،من الأهداف المهمةلإريكسون، فقرر- بالتعاون مع شركائه جيمس بيركنز 25 عامًا- وجيسون مينزر 26 عامًا- تأسيس شركة سيتي رايد City Ryde بمدينة فيلادلفيا عام 2007.
يقول إريكسون : “لابد من كسب المال، مع الحفاظ على البيئة. كنا نعرف ضرورة أن نمتلك كيانًا يتيح لنا الاستمرار في المشروع، وفى الوقت نفسه يساعدنا على إنقاذ البيئة.
وبعد عام من التخطيط والتطوير، أثبتت سيتى رايد وجودها كشركة استشارية ذات نفوذ في مجال تبادل الدراجات، وتقديم خدماتها لشركات أخرى عبر الولايات المتحدة؛ حيث بلغت إيراداتها أكثر من مليون دولاربعد عام من انطلاقها.
شركة تجارية عادية؟
وفي تجربة أخرى مبتكرة، رأى «جو جرين» – 25 عامًا- بعد تخرجه من جامعة«هارفارد»، أن العمل في إطار شركة ذات ربحية هو أفضل وسيلة لإنشاء مشروعه الاجتماعي،فحاول-عبر على الصفحات المخصصة للقضايا-إثارة الوعي لدى مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، فأتاح لهم التبرع للجمعيات الخيرية،والشركات غيرالهادفة للربح، وبعض القضايا السياسية.
يقول جرين : «فكرنا كثيرًا، وكان السؤال: هل نؤسس شركة تجارية عادية؟ أم نعمل من خلال مؤسسة غير هادفة للربح؟ خاصة وأننا أسسنا شركتنا على أساس تحقيق الأهداف الاجتماعية ، ثم استقر رأينا على تأسيس شركة من فئة«c»وهو نظام شركات في أمريكا أنشئ بغرض تصنيف الضرائب المفروضة على دخل الشركات التجارية.
ويضيف:” رأينا أنه في النهاية، أن تكون الشركة أكثر فعالية بتعيين أفضل المهندسين ممن يفضلون اختيار نظام الشركات، بالإضافة إلى اجتذاب موظفين ذوي كفاءة عالية، فلاحظنا أن نظام الشركات التجارية ساعدني وشريكي«شون باركر»- 29 عامًا- في الحصول على التمويل اللازم.
ويقول «جرين» : يريد أصحاب العمل دائمًا، التأكد من أن الأموال التي يستثمرونها يمكن دعمها دونالحاجة لضخ مزيد من الاستثمارات. وبالفعل أصبح لدي الشركة أكثر من 35 مليون شخص فعال شهريًا، جمعوا معًا أكثر من 6 ملايين دولار لصالح قضايا مختلفة”.
لقد أثبت هذه التجربة لجرين أنه بإمكان طلاب الجامعات إحداث تأثير فعال؛بتأسيس مشاريع صغيرة ذات هدف اجتماعي؛ ما يؤكد المقولة الشهيرة: “بإمكان أي شخص أن يغير العالم”.
جويل هولاند
Joel Holland