ظهر على الساحة منذ سنوات، مفاهيم كثيرة لم نكن نعرفها, لم تكن تثير لدينا انطباعًا أو تحرك تفكيرنا إذا ذُكرت أمامنا, بينما اليوم يتكرر الحديث عن الجامعة الخضراء، وجامعة ريادة الأعمال، والجامعة المستدامة, ودورها في تحقيق التنمية المستدامة، بل إنَّ الجامعات تضمن ذلك في عبارة “الرسالة والرؤية”.
فهل التحول نحو الجامعة الخضراء حاجة أم رفاهية؟, وهل فعلًا مايقوله البعض إنها ظاهرة أوموضة وستنتهي؟, وهل يستطيع أن يسهم التحول نحو الأخضر المستدام وريادة الأعمال إلى خفض الإنفاق، ورفع مستوى الجودة، وفتح فرص عمل واستثمار للطلاب، والعاملين بالجامعات، وأصحاب المصلحة خارج الجامعة؟.
من يعملون في مجال الاقتصاد، والأعمال والتقنية، والدارسون للاستدامة والحفاظ على البيئة وكيفية تحقيق ذلك، يقولون: نعم الاقتصاد الأخضر وآثاره الإيجابية، حقيقة يمكن حسابها بالورقة والقلم.
إنَّ الجامعة في الفكر الأخضر ليست مجرد مؤسسة تعليمية بحثية تعطي درجات علمية، بل هي أكثر وأبعد من ذلك, إنَّها محرك لعجلة العمل, تؤدي دورًا اقتصاديًا هامًا, وتنشر الفكر الأخضر, وتؤصل في المجتمع طرق ووسائل جودة الحياة.
الجامعات المستدامة
و”الجامعات المستدامة” توفر إطارًا يتيح للجامعة اتخاذ ما هو مناسب لظروفها بفاعلية؛ بهدف خفض التكلفة، واتخاذ تدابير للحد من استهلاك الطاقة لتطوير المؤسسة .
وتحتوي الجامعة المستدامة على أنشطة تتسم بالحيوية بيئيًا واجتماعيًا وثقافيًا واقتصاديًا؛ إذ يُعبَّر عن التحول نحو الاستدامة في الجامعات تحديدًا، بأنه انعكاس للوضع الاجتماعي والثقافي والاقتصادي للمنطقة والإقليم الموجودة به الجامعة.
عشرة مباديء
وبالرغم من إمكانية التعبير عن الجامعة المستدامة بطرق مختلفة، إلا أن هناك مباديء أساسية واضحة المعالم تميز الجامعة ليُطلَق عليها مستدامة؛ وهي:
- صياغة واضحة ومتكاملة للمسؤولية الاجتماعية والأخلاقية والبيئية تظهر في رؤية ورسالة وأنظمة الجامعة.
- دمج الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في المقررات الدراسية, والالتزام بالتفكير الناقد، وتعدد التخصصات, ومحو أمية الاستدامة, وتعريف صفات الخريج العالمي.
- عمل بحوث متخصصة في موضوعات الاستدامة، ومراعاة جميع جوانب الاستدامة في جميع أنواع البحوث الأخرى.
- التوعية وخدمة المجتمع على نطاق واسع, بما في ذلك الشراكة مع المدارس والمنظمات الحكومة وغير الحكومية والمصانع.
- تخطيط الحرم الجامعي, وتصميم وتطوير الهيكلة والإدارة؛ لتحقيق الوصول الى صفر الكربون, وإيقاف هدر المياه, والقضاء على النفايات؛ لتصبح منظمة متجددة في سياق الإقليم المحلي الحيوي.
- إجراء الصيانة والعمليات الفيزيائية التي تركز على الدعم والتمكين, وتحقيق أهداف الحفظ البيئي، بما في ذلك الرصد الفعال وإعداد التقارير والتحسين المستمر.
- وضع سياسات وممارسات تعزز المساواة والتنوع وجودة الحياة للطلاب والموظفين والمجتمع الذي توجد به الجامعة.
- التعامل مع الحرم الجامعي كمختبر حي، يقوم على مشاركة الطلاب في مجال تطبيقي للتعلم البيئي، يتم فيه تحويل بيئة التعلم الى بيئة مستدامة.
- تطبيق الشمولية والتنوع الثقافي .
- رسم أطر لدعم التعاون بين الجامعات على حد سواء , محليًا وعالميًا.
وحسب هذه المباديء، قبلت الجامعات التحدي المتمثل في أن تكون هي القائد والملهم لأفضل الممارسات في خلق ونشر المعرفة, لاسيَّما وأنَّ التحول إلى اقتصاد المعرفة يخلق تحديات جديدة، لكنه في الوقت نفسه يخلق فرصًا هائلة.