دراستها للتربية كان يمكن أن يجعل منها معلمة مميزة، لكن ولعها بريادة الأعمال ، دفعها للطريق الصعب، فاختارت أن تعمل فيما تحب، وليس فيما درست، فعملت مدربة واستشارية؛ ما أكسبها خبرات عديدة، فأسست شركة”زري” العالمية للاستشارات وتنظيم الفعاليات. ولرغبتها في التميز، درست إدارة الأعمال، ثم اختيرت سفيرة للإيجابية، وشريكة لمبادرة سفراء الإيجابية، وشاركت في تأسيس جمعية المسؤولية الاجتماعية البحرينية.
تعالوا نقترب من تجربة زهراء باقر؛ مؤسس ورئيس مركز زري العالمي للاستشارات وتنظيم الفعاليات ، لنتعرف على تجربتها عن قرب.
لم اخترت العمل الحر وريادة الأعمال، ولم تتجه لوظيفة حكومية ؟
لم أعمل قط في وظيفة حكومية، ولكن حظيت بفرصة تدريب عملي في مجال التدريس أثناء دراستي الجامعية وكانت نقطة تحول فكري وخططي الحياتية، حيث كنت أعمل بشكل دائم أثناء دراستي الجامعية في الشركات الخاصة، وعملت بمختلف الوظائف والتخصصات بدوام جزئي .
في فترة من الفترات كانت تنهال علي العروض والفرص الوظيفية المغرية؛ حيث كان الجانب المغري هو ساعات التدريب أو المشاركة في المؤتمرات والملتقيات الدولية كتمثيل للمؤسسات التي أعمل بها، وهو ما أكسبني الانطلاق والمعرفة وأمدني بتجارب الآخرين، وربما غرس بداخلي الطموح للريادة والاستقلالية.
انتقلت من وظيفة إلى أخرى، ومن منصب إلى آخر، كانت مراحل لذيذة؛ لأنني كنت أبحث عن فرص وظيفية أفضل؛ ترضي طموحي وتشبع رغباتي النفسية بحب التجديد وشغف التعلم.
آخر وظيفة كاستشارية وممثلة لشركة أوروبية متخصصة في الاستشارات والتطوير والتوظيف بالنفط والغاز( بوردك العالمية)، وكنت العربية الوحيدة في جميع مكاتبهم وفروعهم حول العالم، اضطررت بسبب ظروف أدت إلى نقل المكتب الرئيس إلى المملكة العربية السعودية، وكان من الصعب انتقالي معهم بحكم الظروف الاجتماعية.
ــ هل وجدت وقتها معارضة من الأهل ؟ وما أثرها عليكم ؟
الأهل كانوا دائمًا بحالة خوف بدافع الحماية والحب، والخوف من كلام الناس، والخوف من أن أفشل، فكنت الوحيدة في العائلة كلها،أوالمجتمع المحيط بي مَنْ اتخذت هذا المسار ، فكنت أجد صعوبة في إقناعهم بالبداية بشيء لا أعرفه لأنني لا أعرف أحدًا،أو لايوجد أمامي مثالٌ حي قد نجح في ذلك، فيكفيني شرف أنني كنت السباقة في هذه المحاولة، وجميع من يعرفني يعرف كيف كانت البداية صعبة، (نعم نقشت في الحجر وحفرت الصخر)، رغم احتضان والداي لي، ولكن كنت أحب أن أثبت لهم جدارتي.ولكن سرعان ما توازنت الأمور، فلم يكن أحد يعرف ماذا أفعل، فموضوع استشارات الجودة والتدريب لم تكن مفهومة من الجميع قبل 6 سنوات، ولم تكن السوشيال ميديا عصبًا أساسيًا لنشر يومياتنا كما هي الحال الآن.
ــ كيف جاءت فكرة شركتكم”زري” ؟
فتحت مطعمًا هنديًا في البداية، وفي الوقت ذاته كنت أعمل استشارية ومدربة مع مؤسسات خليجية ودولية، وكنت اضطر للسفر أو إلغاء العقود لمتابعة نشاط المطعم. أحسست بأن نشاط المطعم يأخذني من عالم الاستشارات والتدريب، فجميل عندما تكون سببًا في قصة نجاح مؤسسة، وسعادة أشخاص عاملين في هذه المؤسسة التي كانت على وشك إغلاق وأن يخسر موظفوها مصادر رزقهم.
فقررت التركيز على ماأعشق وأحب،أنا أحب الناس وأحب العمل مع الناس، أجد سعادتي بأن أكون بصمة في روح وحياة من أقابلهم ولو بالشيء البسيط. ومركز “زري” العالمي للاستشارات وتنظيم الفعاليات والمعرض قدم لي ذلك، إضافة إلى السعادة المؤسسية بتحقيق السعادة والنجاح والتميز الإداري من أعلى الهرم إلى أسفله.
ــ ما الجديد الذي تقدمه الشركة لشباب رواد الأعمال ؟
هذا نعتبره جانب من المسؤولية الاجتماعية تجاه المجتمع، فندعم ريادة الأعمال بمختلف توجهاتها في الشرق الوسط وخاصة في العالم العربي، بالشراكة مع مجموعة من المؤسسات في دول مجلس التعاون؛ حيث نعمل على عدة مبادرات لإحداث تغيير إيجابي في المجتمع، وتحقيق الاستدامة الاقتصادية في الشرق الأوسط وإفريقيا، عن طريق دعم وتقديم مختلف البرامج سواء عن طريق المبادرات والاجتماعات البناءة الدائمة مع الجمعيات الداعمه لرواد الأعمال والتدريب أو الإرشاد والتوجيه، ودعم الشركات العربية الناشئة.
تشمل خدمات مركز زري ثلاثة مسارات: الأفكار ودعم الأفراد، والشركات الناشئة وريادة الأعمال الاجتماعية، علاوة على مجموعة من جلسات التدريب العالية الجودة، والتوجيه والتدريب والتغطية الإعلامية وفرص ممتازة للتشبيك.
إننا نحاول أن نكون على تواصل مع شبكة دولية مثل اليونيدو وغيرها ، كما نعمل مع جائزة المستثمر العربي؛ ما يضع أمامنا خبرات عربية ودولية في دعم المشاريع المختلفة ومعرفة توجهات الاقتصاد نستشف خلالها تجارب الآخرين ونقاط الضعف والقوة لنخلق النموذج الأمثل ..
تميزنا يكمن في خلق جيل شبابي إيجابي طموح واعٍ ومدرك التحديات ومستعد للمغامرة والنجاح بنوايا صادقة وأهداف نبيلة، تعود على المجتمع بالخير والنفع، فرائد العمل يجب أن يكون مثلًا أعلى لغيره من الشباب، فالأخلاق أولًا، وتميز العمل هو مايخلق السمعة الحسنة والاستمرارية لأي مشروع ريادي.
ــ ما الصعوبات التي واجهتكم ؟
الصعوبات كانت تجارب جميلة أضافت الكثير من العمق والوعي في داخلى والخبرات الإنسانية التي لا تشترى بالمال، اكتشفتها بعد عدة تجارب ومواجهة بعض التحديات؛ حيث علمتني فن وفهم التعامل مع مختلف الشخصيات بشكل أفضل وأنضج.
طبعا هي مجموعة من التحديات تواجه أي شخص ناجح ،أولها أحساس الآخرين بالخوف من نجاحي كان سببًا في عدم حصولي على الدعم في البحرين، ورفضي للعمل غير القانوني، فأنا أعشق العمل النظامي والأخلاقي وأؤمن بأنه لايصح إلاالصحيح، كذلك العمل مع العمالة، والسفر للبحث عن الأفضل، وكذلك لا ننسى مجموعة الكوبي بيست (فريق القص واللصق) ففي البداية كمكتب استشاري وتنظيم مؤتمرات وفعاليات لم أجد الدعم في المملكة، وكنت أسوق لمشاريعي وبرامجي بحماس للأشخاص والجهات الخطأ للاسف، فأرى اعتراضًا أو عدم تقبلها كمشروع تنموي، لأجد المشروع قائمًا خلال فترة وجيزة مع الجهة نفسها وكذلك الأشخاص أنفسهم.
ــ كيف تغلبتم على هذه الصعوبات؟
تعلمت منها، لم أكن أراها كصعوبات! نعم موجودة كجبل ضخم ولكن كنت في حالة من الاستمرار والكفاح، وأحاول البحث عن مخارج وفرص مختلفة ومتنوعة.
تعلمت الاعتماد على ذاتي والبحث عن ذاتي، وأصبحت أكثر استقلالية وقوة وحزمًا في قراراتي، كما تعلمت أن أختار مشاريعي وشركائي العاملين معي بعناية ودقة.
ــ التسويق أحد المشكلات الكبرى وراء فشل المشروعات .. كيف تساعدون رواد الأعمال في التغلب عليها ؟
التسويق وضمان التطوير الدائم عن كيفية الوصول لعدد معين للمتصفحين للموقع خصوصًا إذا كان المطلوب اجتذاب فئة معينة من منطقة ما أو مهنة محددة؛ وبالتالي كيف يتم الإعلان وفي أي بلد ومع أي المواقع الإعلانية على الإنترنت؛ إذ عادة ما توضع ميزانية تسويق تساوي 30 % من تكاليف تشغيل سواء عبر الإنترنت أو التفاعل مع الجماهير ·
تثقيف العميل بأن التسويق الطارئ تبعا لتغيرات و معطيات السوق وأموراخرى، ومن الخطأ الاعتقاد بأن إطلاق الموقع وتشغيله يعني انتهاء المهمة·
وهكذا، فإن إطلاق العمل التجاري يعتبر كولادة طفل؛ يتطلب بعد ذلك متابعة وعناية وتطويرًا وتقوية حتى يكبر، ويصل لمراحل النضوج بسرعة ليعطي الفوائد المأمولة منه، ويبقى أن الموقع التجاري مشروع عمل دائم لا ينتهي·
ــ بم تتميزون عن منافسيكم؟
خدماتنا المختلفة و المستجدة من حيث تطوير الأعمال في الشركات والمؤسسات الخاصة والعامة بمجال الجودة وأنظمة إدارة الجودة والتطويرالإداري والعلاقات العامة بالإضافة لإعادة الهيكلية الإدارية وتقديم استشارات فنية أخرى في مجال المعلوماتية.
فدائمًا ما نبحث عن حاجة السوق ونواكبه؛ لذلك فإن دراستنا وبحوثنا مستمرة.
وأكثر مايميزنا في الوقت الراهن:
- خدمات التميز وتحقيق برامج الرضا الوظيفي، وتطوير أداء اصحاب القرار وخلق العلامة التجارية الشخصية ( بالتوجيه والإرشاد والجلسات الاستشارية الخاصة وورش العمل المتنوعة).
- الإقبال الكبير على التعامل معنا نابع من الرغبة الحقيقية بدعم أصحاب المؤسسات والمصداقية والايمان فيما نقدم وهذا الهدف بكل تأكيد يتوافق مع عطائنا بتميز و الاستمرارية.
فكل مؤسسة تطلع إلى أن يكون لديها خطة استراتيجية تضمن لها رؤية أفكار ابتكارية جديدة في هذا العالم الاقتصادي غير المستقر، فنحن نسعى لتحقيق ذلك بأقل الخسائر الممكنة.
أتمنى أن أجد المزيد من المشاريع والأفكار والشركات الرائدة والابتكار التكنولوجي والتعاون معهم لأننا حاليًا نسعى لخلق شراكات دولية، آملين أن نساهم في ارتقاء الاقتصاد وعالم الريادة في العالم العربي إلى أعلى المستويات.
ــ من خلال تعاملكم مع شباب الخليج ؟ما الذي ينقصه ؟ وكيف نسد هذه الحاجات؟
نحن نمتلك ثروة بشرية غير مستغلة، ثروة خام تبحث عن الاحتضان، والانفتاح مع أهميته وفوائده الجمة مخيف، ويجب أخذ الحيطة والحذر وتأمين شبابنا لخلق جيل مميز ومبتكر ومبدع ووطني لديه حس الانتماء لأرضه.
نتمنى من الحكومات الخليجية والعربية إعطاء الفرص للشباب لتقديم مالديهم من إمكانيات، وزارة التربية والتعليم ووزارة العمل يجب أن تكثف جهودها لتعليم وتطوير الشبابالمتميز.
ــ ما مدى نجاح الشركة حتى الآن ؟
نحن في الطريق وبإذن الله خلال الخمس سنوات القادمة سيكون النجاح مبهرًا،
حققنا شراكات رائعة مع مؤسسات وشركات رائدة على مستوى الخليج العربي، وهذا بحد ذاته انجاز، وثقة الجمهور على المستوى الدولي والمحلي هذا هو النجاح بحد ذاته،
ـــ ما = خططكم المستقبلية للتوسع والتطوير في المشروع ؟
حققنا شراكات رائعة مع مؤسسات وشركات رائدة على مستوى الخليج العربي وهذا في حد ذاته إنجاز.
المشاريع والخطط كثيرة ومستمرة منها مشاريعنا الخاصة في الاستشارات،وتطوير القطاع الفندقي والسياحي، والعامة برامج عديدة أهمها برنامج رحلة القيادة الريادية بالإلهام التي لاقت دعمًا ونجاحًا رائعين، والرحلة مستمرة كل 3 شهور في دولة مختلفة.
كما يسعدنا أن نقدم الدعم المستمر للمجتمع في الوطن العربي، والتزامنا بمساعدة الجيل التالي من رواد الأعمال الشباب على تحقيق آمالهم وتطلعاتهم كمبادرة دولية.
وآمل أن أفتحَ تحت مظلة مركز زري العالمي مؤسسة اجتماعية تدير العديد من المبادرات من أجل إحداث تغيير إيجابي ومحفز في المجتمع وتحقيق السعادة المستدامة على مختلف الأصعدة التربوية و الاجتماعية والاقتصادية .