نورة الدوسري: “النظام النباتي” أسلوب حياة كامل
“الألفة النباتية”، مجموعة تطوعية تهتم بالتوعية الصحية والمسؤولية المجتمعية، وهي مؤسسة غير ربحية أسستها نورة الدوسري وماجد المحيا، تتمثل نشاطاتها في إقامة لقاءات وورش عمل مجانية بالكامل، من خلال رعاية رجال الأعمال المهتمين بقضايا التوعية الصحية.
تتحدث نورة الدوسري عن تأسيسها لـ (الألفة النباتية) وبداية علاقتها بمجال التوعية الصحية في مجال الغذاء، فتقول: قررتُ اتباع النظام الغذائي النباتي الصرف (Vegan) منذ سنتين؛ حيث دفعني الفضول لتجربة هذا النظام لمعرفة مفعوله على الجسد والصحة بشكل عام. وبعد أسبوعين من اتباع هذا النظام وجدت نفسي أرغب في الاستمرار فيه؛ لما وجدته من فوائد عظيمة، ليس فقط في انتظام الهضم والنوم العميق والطاقة غير المتناهية، بل امتدت إلى صحتي النفسية ونظرتي لنفسي وللحياة.
وتستطرد: في هذه المرحلة كان اختياري لهذا النظام بسبب الصحة فقط؛ ولكن بعد التعمق والقراءة في كثير من المجالات المتعلقة، وجدت أن أسلوب الحياة النباتي هو الأفضل اخلاقيًا وبيئيًا، كما أن استهلاك اللحوم وزيادة طلبها يؤثر سلبًا حتى على المجاعات في مختلف انحاء العالم؛ إذ صارت شركات اللحوم والألبان تشتري أراضٍ شاسعة لتزرعها علفًا لأغنامها توردها جوًا وبحرًا من بلدان فقيرة يموت سكانها جوعًا.
الدليل النباتي قريبًا
وتؤكد نورة الدوسري أنه بعد معرفة كثير من الحقائق العلمية عن هذا النظام، وكل ما لا يعرفه المجتمع عن خياراتنا الغذائية اليومية وتأثيرها على صحتنا وبيئتنا، وحتى مجاعات العالم، لم يكن النقاش مع من حولي كافيًا؛ لذا بدأت أنا وزميلي ماجد المحيا تأسيس (الألفة النباتية)، كمجموعة تطوعية غير هادفة للربح، نقيم من خلالها لقاءات وورش عمل مجانية بالكامل؛ من خلال رعاية رجال الأعمال المهتمين بالتوعية الصحية والمسؤولية المجتمعية. وبدأنا إقامة نشاطاتنا في سبتمبر 2018م، وفي أقل من أربعة أشهر زرنا ثلاث مدن مختلفة لإقامة نشاطاتنا بها، من خلال رعاية الشركات العالمية والمحلية.
وأضافت: وقريبًا سنطلق نسخة جديدة من الدليل النباتي، وهو كتيب صغير لتوجيه الشخص النباتي الجديد بشكل عام، ولمدينة الرياض وجدة والمنطقة الشرقية بشكل خاص، كما نعمل حاليًا على إطلاق كتاب عن “النظام الغذائي النباتي”، وموقع إلكتروني، وعدة تطبيقات؛ لتقليص حاجز اللغة بين الشخص النباتي والمحتوى المتوفر عادة باللغة الإنجليزية.
وتواصل الدوسري: ” إن كل هذه الجهود في سبيل توعية المجتمع بسبب الآثار والنتائج الإيجابية التي وجدتها أنا ومَن حولي من المجتمع النباتي، بعد اتباعنا هذا النظام، سواء كانت صحية أو نفسية”.
نشر الوعي والمشاركة
وتضيف: وأسلوب الحياة النباتي ليس نظامًا غذائيًا فقط، ولا يتضمن أي اعتقادات روحانية من منظورنا أو تطبيقنا له، إنما هو أسلوب حياة واختيارات قررنا اتباعها لما فيها من مصلحة صحية وبيئية وأخلاقية، وليس هدفنا من ذلك إجبار أي شخص على اتباع هذا النظام، ولكن هدفنا الأساسي هو نشر الوعي ومشاركة الفكرة؛ فمشاركة الفكرة من خلال الحوارات التي تقام خلال لقاءاتنا الشهرية ومشاركاتنا في المعارض، كافية لتحريك الفضول في الشخص؛ ليبدأ بطرح الأسئلة والبحث عن إجابات، وهذا وحده كافٍ بالنسبة لنا؛ فقد يبدأ الشخص في اتباع هذا النظام الصحي، أو لا يتبعه، ولكننا في كلتا الحالتين رفعنا الغطاء عن الحقائق المخفية ووضعنا الحقيقة أمام الفرد ليرى بنفسه وجود طريق وأسلوب حياة آخر قد يؤدي سلوكه لجودة حياة أفضل على المدى القصير والبعيد، ولكن في النهاية يعود الخيار والقرار إليه ليختار الوقاية أو العلاج.