ريادة الأعمال بالمملكة الأكثر تميزًا في المنطقة بفضل الدعم الحكومي
عدم فهم السوق أكبر أسباب فشل المشروعات وليس التمويل
سنطلق قريبًا أول مسرعة أعمال متخصصة
حاورها / حسين الناظر
بعد نيلها درجة الماجستير في الاقتصاد والاستثمار، استقالت من عملها كمديرة تسويق القطاع المحلي للباقات المفوترة بشركة “موبايلي” لتنهي حياة وظيفية حافلة استمرت 15 عامًا، بدأتها وهي في المرحلة الجامعية؛ إذ التحقت بمصرف الراجحي فور تخرجها، ثم انتقلت لشركة الحكير كمديرة للأقسام النسائية. ومنذ بداية عام 2015م تفرغت لإدارة شركتها وأطلقت مبادرة ” أطلق مشروعك ” لتساعد الشباب على تأسيس مشروعات ناجحة. وبالفعل استفاد من المبادرة حتى الآن أكثر من 200 مشروع .. حول تلك المبادرة، دار هذا الحوار مع اعتدال الناجم الرئيس التنفيذي للاستشارات والتدريب لشركةPBS.
كيف أسست شركة PBS ” للاستشارات والتدريب؟
بعد حصولي على درجة الماجستير في عام 2009م فكرت في إطلاق شركة متخصصة تستهدف الشركات الصغيرة والمتوسطة لتقدم لها برامج وحلولًا تطويرية، وذلك انطلاقًا من رسالتي للماجستير التي كانت عن “مزاحمة الاستثمار الأجنبي للاستثمار المحلي” ، وكان من نتائجها أن من أهم أسباب خروج المستثمر المحلي من السوق وبقاء الأجنبي هو نقص الخبرة وموارد التعليم والتطوير وضعف توظيف التقنية، فلم يبق في السوق سوى الشركات الكبرى؛ لقدرتها على توظيف كفاءات واستقطاب خبرات أجنبية، خاصة وأن توظيف تقنية عالية أمر مكلف للمستثمر الصغير، لكن أجلت الفكرة حتى أمتلك رأس مال كافيًا يساعدني على الانطلاق دون عوائق.
وفي عام 2012م، بدأت إجراءات التأسيس، لكن لم أبدأ العمل فعليًا إلا في بداية عام 2014 م؛ إذ كنت موظفة في موبايلي بدوام يوم من 8 ص إلى 6 مساء. وفي نهاية العام 2013 بدأت التحضير لفعالية هدفها بناء علاقات للشركة وإطلاق الشركة بشكل مهني موجه من خلال فعالية اسمها “الابتكار في الأعمالINNOVATION IN BUSINESS ” حضرها أكثر من 60 رئيسًا تنفيذيًا لشركات متنوعة من شركات كبرى لشركات ناشئة. وهنا كانت البداية؛ حيث أجريت استبيانًا للتعرف على أهم احتياجاتهم ومقترحاتهم، وبعد إجراء تحليل شامل لنتائج الاستطلاع، توصلت لنتائج هامة ساعدتني على رسم استراتيجية واضحة للشركة وفقًا لاحتياجات السوق الفعلية.
ما التحديات التي واجهتك في التأسيس ؟
لم أواجه تحديات كبرى ولله الحمد؛ وذلك لكوني متخصصة في التسويق، وإلمامي بالسوق المحلية وثقافة المستهلك، ومعرفة إجراءات القطاعات الحكومية، علاوة على أني ضمّنت تلك التحديات بحث الماجستير.
يرى البعض أن تركك لوظيفة براتب مرتفع والاتجاه للعمل الحر مغامرة، ماتعليقك؟
لم يكن هذا القرار سهلًا ؛ فكان من أهم التحديات تفرغي التام للشركة؛ ما يعني ترك وظيفتي ؛ كي أستطيع التركيز وتقديم مشروعات ذات قيمة مضافة للسوق. وبعد تفكير طويل كان قرار التفرغ.
لم اتجهتِ لدعم رواد الأعمال ؟
عند بدايات الفكرة في عام 2009م ؛ لم يكن مفهوم ريادة الأعمال قد ظهر في السوق المحلية ونال أهميته الحالية؛ إذ كانت ريادة الأعمال في نظري مفهومًا تسويقيًا واقتصاديًا تم إطلاقه للإشارة إلى أهمية البدء بالعمل الحر في مشروعات صغيرة متنوعة تضيف للاقتصاد قوة. وفي مرحلة رسم استرتيجية المشروع قررت التركيز على الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ فوجدت أن رواد الأعمال فئة تدخل ضمن القطاع المستهدف، وأن هناك توجهًا محليًا وعالميًا للتركيز عليها؛ كونها تعتمد على مشروعات مبتكرة ، وهو مايتوافق مع استرتيجية الشركة في تقديم حلول وخدمات تركز على الابتكار في المشروعات؛ حيث تقوم رسالة الشركة على: “نطور أعمالكم بأساليب إبداعية GROW YOUR BUSINESS WITH INNOVATION .APPROACHES “.
متى انطلقت مبادرة ” أطلق مشروعك “؟
في مايو 2014 م؛ حيث تم إطلاقها لقياس مدى حاجة السوق لتقديم خطوات إطلاق مشروع كامل في فعالية واحدة. ولله الحمد، بالرغم من وجود رسوم رمزية لعدم وجود داعم حكومي للمبادرة، كان الحضور 400 شخص؛ وهو مافاق توقعاتنا. وفي عام 2015، وتبعًا لنتائج الفعالية، عرضنا المبادرة على بعض الجهات الحكومية لتبنيها المبادرة؛ فوافقت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية(متمثلة في حاضنات بادر) لتقديم المبادرة بشكل أوسع وغير ربحي؛ لدعم الشباب والتركيز على مفهوم الابتكار والتعمق فيه.
كيف جاءت الفكرة ؟
بعد إطلاق فعالية” الابتكار في الأعمال “، وردتنا مطالبات كثيرة من رواد الأعمال أنفسهم بتقديم شيء متخصص يساعدهم على إطلاق مشروعات ابتكارية على مستوى المشروعات الصغيرة؛ ليتعلموا أدوات وأساسيات تأسيس مشروع تجاري في فعالية واحدة، يتضمن تدريبًا عمليًا يشمل كافة مراحل إطلاق المشروع بدءًا من إطلاق الفكرة لخروج المشروع للسوق. وكان هذا أكبر مقياس للحاجة للمبادرة ومؤشرًا على تعطش السوق لمثل هذه الفعاليات.
وماذا عن نوعية الدعم الذي تقدمونه لرواد الأعمال ؟
إننا نركز على تقديم المعرفة لأصحاب المشروعات؛ لتعريفهم بكيفية تأسيس مشروع ناجح، من خلال تقديم باقة تعليمية تطويرية متكاملة في المبادرة تشتمل على : تدريب، وتوجيه وإرشاد، وجلسات نقاش، وبناء علاقات مع مستثمرين وممولين ، فضلًا عن تقديم حلول تسويقية شاملة.
واضح أنكم تختارون مجموعة مميزة من المرشدين والموجهين..
الإرشاد ضروري جدًا، فطبقًا للبحوث التي قمنا بها للتعرف على أهم العوائق التي تواجه الشباب، وجدنا أن الإرشاد أمر أساسي، لكن لابد من تقديمه من خبراء ورجال أعمال ناجحين؛ ليكونوا نموذجًا فعليًا يقتدى به، ولهم رسالة وهدف واضح في مسيرتهم .
ما شروط الانضمام للمبادرة ؟
ليس هناك شروط ؛ فأي شخص يستطيع حضور جلسات النقاش أو ورش العمل، لكن بقية المراحل كالإرشاد تستلزم معايير خاصة، منها تقييم المشروع.
كيف تختارون نوع المشروعات ؟
يتم اختيار المشروعات وفقًا لمراحل للتأكد من توافقها مع اختصاص المرشد، فلا يمكن عرض مشروع مطاعم على مختص في التجارة الإلكترونية، مع التأكد من جدية صاحب المشروع من خلال مقابلة هاتفية، ثم تعقب التقديم إلكترونيًا، وترشيح المتقدمين للوصول لمجموعة جادة.
تحويل ” الفكرة ” لمشروع ناجح يبدو صعبًا أمام كثير من الشباب، ماتعليقك ؟
أولًا : لايوجد شيء صعب نهائيًا؛ فكلمة “صعب” هي أول عائق أمام أي شخص.
ثانيًا : وضوح الفكرة ومعرفة السوق المستهدف والتأكد من الحاجة لها؛ من خلال عمل استبيانات أو استطلاعات مبسطة، حتى لو كانت عبر مكالمات هاتفية للتعرف على أهمية المنتج أو الخدمة للعميل وهل سيشتريه أم لا ؟ وإذا اشتراه، فما قيمته من خلال عوامل سعر المنافس، للوصول لقيمة عادلة في السوق بعد دراسة التكاليف بشكل عادل، فأحيانًا ماتكون تكاليف المنتج عالية، فيضطر لطرحه في السوق بسعر مرتفع، ليس لتميزه، ولكن لعدم معرفته بتخفيض تكلفة منتجه من الأساس، وفي النهاية يحقق المشروع خسائر.
” أطلق مشروعك ” .. كيف يمكن تحويله لواقع ؟
تأتي”التوعية” في الجامعات وتجمعات الشباب والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعية في المقام الأول؛ لذا أقترح تفعيل المبادرة من خلال التعليم؛ بإدخال مادة للتجارة والاقتصاد في المرحلة المتوسطة كاستراتيجية تعليمية. ونحن مستعدون للمساهمة في حملات التوعية إذا وجدنا جهة حكومية داعمة.
التسويق لايزال أكبر عقبة أمام المشروعات الناشئة، ما تعليقك؟
أرى أن مشكلة عدم فهم السوق تتقدم على مشكلة التمويل الذي تتوافر له جهات تمويلية متعددة ، فعدم فهم السوق سبب رئيس لفشل المشروعات، و فهم السوق واحتياجات العميل المستهدف أساس نجاح أي مشروع، فلابد أن يعرف صاحب أي مشروع ماذا سيبيع؟ ولماذا؟ وكيف؟.
كيف تقيمين حراك ريادة الأعمال في المملكة ؟
أراه ممتازًا؛ إذ يتصدر الدول العربية ودول المنطقة. وقد قمنا منذ شهرين تقريبًا بعمل مسح شامل لكافة الجهات والمعاهد والحاضنات والمسرعات والفعاليات والبرامج التطويرية المهتمة بريادة الاعمال في الخليج والعالم العربي والشرق الأوسط مقارنة بأوروبا وأمريكا، فوجدنا السعودية تتصدر في هذا المجال؛ وذلك نتيجة للدعم الحكومي الكبير لريادة الأعمال في المملكة.
ماهي أهداف شركة PBS المستقبلية ؟
نعمل حاليًا على إطلاق نموذج مسرعات أعمال متخصص، بالتحالف مع جهات متخصصة من خلال خبراء دوليين في هذا المجال. وسيتم الإعلان عن أول مسرعة قريبًا بإذن الله .