هذا عنوان محاضرة تحفيزية قدمتها للطبلة في الجامعة، ربما لم يسعفك الحظ للحضور؛ لذا قدمتها لك عزيزي القارئ في شكل مقال لكي تــَعُــمّ الفائدة.
عندما أقول لك: “أراك على القمة”، فهــذا معناه أنني أؤمن بأن لديك ولدى كل فرد منا، قدرات جبارة، ومهارات رائعة، عليك أن تستكشفها وتوظفها؛ لتعيش حياة أفضل. إذًا، كيف تصعد إلى القمة ؟ هذا ما تجد الإجابة عنه في هذه السطور.
عاد الموظف من عمله، ولديه كثيرٌ من الأوراق المطلوب إنجازها لليوم التالي، لكنَّ طفله -دائم الحركة- يشوش عليه ، فأحضر الأب صورة لخريطة العالم و قطّعها وطلب منه أن يعيد إلصاقها.
بعد مدة قصيرة، كان الطفل قد أعاد لصق تلك الخريطة بطريقة صحيحة. استغرب الأب من تلك السرعة، لكنَّ الطفل أخبره بأنه وجد من خلف الخريطة صورة لــرجل فأعاد لصق صورته؛ وبالتالي أصبحت صورة العالم صحيحة.
لهذا عليك أن تُـــصلح صورتك عن ذاتك وتراها بإيجابية؛ لكي تحسِّن التعامل مع الظروف المتغيرة في العـالم الخارجي.
إنَّ الأم لا تلد شخصًا ناجحًا أو فاشلًا، بل تضع ولدًا أو بنتًا، فأنت من يشق طريقه نحو تحقيق الاحتمال الأفضل لك؛ إما ناجح أو غير ذلك، لهذا يتطلب الطريق نحو النجاح تحديد “هدف واضح في الحياة ” فلا يليق بإنسان بلغ العشرين من عمره أو أكثر دون أن يكون قد ـحدد هدفًا واضحًا في حياته، إلا أنَّ هذا الهدف الواحد يتعلق به مجالات عديدة منها: الصحية، والعلمية، والاجتماعية، والاقتصادية، وأعلاها الروحانية .
لو قدمت كرة سلة لمجموعة من اللاعبين، وطلبت من كل منهم هم أن يضعها في السلة؛ لسجلها كل منهم بطريقة مختلفة؛ لذا عليك أن تبتكر طريقتك الخاصة في تحقيق هدفك، وأن تجنب التقليد، فأنت متميز بسماتك وخصائصك .
ولكي تسجل هدفك، أتقن مهارة ” التركيز ” فـــمُــــشَــتِّــتات الانتباه كثيرة، فكل ما يحيط بك يدعوك للاهتمام به، ويطلب ان تعطيه تركيزك؛ ما يسرق منك طاقتك ويبعدك عن غايتك الحقيقية.
ولايخلو الصعود للقمة- “تحقيق الهدف”- من العقبات والصعوبات؛ لذا سأعطيك مثلًا عن لعبة الشطرنج، فالجندي الذي في مقدمة الصفوف ينتقل خطوة واحدة فقط للأمام ، ولايجوز له الرجوع للخلف طبقًا لقانون اللعبة. وعند شقه الصفوف سينتَـــبِه إلـــيه بالضرورة جــنــود الــجهة الأخــرى فيعيقونه، فمنهم من يستسلم ومنهم من يُـــكمل طــريقه؛ حتى يصل للضفة الأخرى لِـــــيرتقي بعـــدها لـــُرتبة وزير أو قلعة أو فارس أو حتى ملك، فكثير ممن التقيت كان حلمه كبيرًا جدًا عندما كان طفلًا، لكنه- نظرًا للصعوبات التي واجهها- تخلَّى عن حلمه، فتجده الآن يعمل أي عمل! و يعيش في أسوأ الظروف!.
من هنا اعتبر أنَّ الفرصة مواتية لِـــتُحــدِّد هــــدفًا تمتبه على عـــلى ورقة، وتخيل الصعوبات التي قد تواجهك، وتخيل كيف تجتازها بثقة وعزم؛ فهـــذا قـــد يساعدك على المواجهة الحقيقة مستقبلًا .
الصاعدون للقمة- أو بالأحرى الناجحون الـــمحققون لأهدافهم- هــــُــــم أشخاص يتمتعون بصفات محددة، أُطلعك عليها؛ لعلك تكون منهم :
- الرؤية بعيدة المدى: لا تطلب النتيجة السريعة أو تركز على المشكلة الحالية فتنسى هدفك البعيد، فتتخلى عن تحقيقه، وهو يشبه تمامًا سائق الدراجة الهوائية، فإن نظر أمام العجلة فسيسقط بسرعة، أما الذي ينظر بعيدًا فلن يسقط مهما كانت الحفر التي أمامه .
- التركيز على الهدف : الفارق بين من يخاف أن يكون مريضًا ومن يريد أن يعيش بصحة جيدة، أنَّ الأول يصرف وقته وماله عند الأطباء و شراء الأدوية؛ أما الآخر فيمارس الرياضة ويأكل غذاءً صحيًا.
- الاستمرار في التطور : كلما ازددت عُــــــمــرًا ازددت معرفة، وتحسنت صحيًا، واصبحت علاقاتك الاجتماعية ناجحة، ولديك وفرة من الناحية الاقتصادية.
- خدمة الآخرين : من يفكر بعقلية ” أنا أربح وأنت تخسر !” ، فهو أناني ويتعارض مع معادلة النجاح .
أخيرًا، ” لا أحد يتحمل مسؤولية حياتك إلا أنت ” لذا حاول أن تكون مختلفًا، قرر أن تكون الأفضل من اليوم وأعطي أحسن مثال للشخصية الناجحة. ولكي تحصل على نتائج غير مسبوقة، فافعل أشياءً لم تفعلها من قبل، وتواجد مع الناجحين، مع التوكل دائمًا على الله سبحانه وتعالى.