ندوات مصاحبة لنشر الثقافة العقارية لمواكبة سوق سريعة المتغيرات
5000 مستثمر ورجل أعمال وجدوا مناخاً مناسباً للحوار والصفقات
مثّل معرض العقارات الدولي الأول الذي احتضنه مركز عمان الدولي للمعارض مؤخرا، فرصة لصناع السوق العقارية في التعارف والتفاكر وإنتاج المزيد من الصور الذهنية الأفضل لمستقبل هذا المجال الحيوي، فيما جاءت المشاركة رحبة لثمانين شركة من العديد من الدول بخلاف سلطنة عمان نفسها، حيث تواجدت شركات من دول أخرى منها مصر والإمارات والهند.
وافتتح المعرض في 18 فبراير الماضي والذي استمر لأربعة أيام، سعادة عبدالله بن سالم المخيني أمين السجل العقاري بوزارة الإسكان العمانية، بحضور حشد كبير من اصحاب السعادة وسفراء الدول المعتمدين لدى السلطنة، بالإضافة الى شخصيات اقتصادية وفنية.
وقد عبر راعي الحدث، عن إعجابه الشديد بنوعية المشاريع العقارية التي تقدمها الشركات من مختلف أنحاء العالم، مؤكدا أنها تلائم المرحلة وتلبي متطلبات السوق.
وأكد أن المعرض فرصة فعلية في مجال العقارات من خلال حضور الشركات المحلية وكذلك الدولية التي قامت بعرض مشاريعها الجديدة، ما يهيئ لفرص جيدة من التبادل الفكري والاستثمارات المشتركة المستقبلية وبناء العلاقات.
وفي المعرض الذي نظمته شركة سومانسا للمعارض بالتعاون مع شركة النمر الدولية لتنظيم وإدارة المعارض، قامت الشركات المشاركة بعرض خيارات متعددة ومميزة من العقارات التي تلبي خيارات السوق الجديدة في ظل المتغيرات السريعة التي باتت سمة السوق اليوم.
وقال مراقبون إن المعرض رغم أنه في أول دورة له إلا أنه استطاع جذب عدد كبير من الشركات المحلية والعالمية العاملة في القطاع العقاري، بحيث كانت المساحات التي احتلها المعرض قد قدرت بـ 6000 مترا مربعا، وتضمنت العقارات المعروضة مجموعة مميزة من المنازل العصرية المبتكرة والفلل الفاخرة والعقارات التجارية.
ويرى المراقبون للسوق العقارية إن الحدث مثّل من وجهة أخرى فرصة للزائر للتعرف على نبض وحركة السوق سواء في عمان أو الدول الأخرى التي كان لها حضور في الحدث حيث قدر عدد المستثمرين ورجال الأعمال الذي حققوا وجودا في المعرض بـ 5000 مستثمرا وباحثين عن الفرص الجديدة، ما هيأ لعقد صفقات تجارية واستثمارية في باكورة هذا المشروع الذي يتوقع له استمرارا جيدا في السنوات المقبلة.
ويقول المنظمون إن واحدا من أهداف المعرض هو توفير الفرص الاستثمارية وتهيئة مناخ للحوار الإيجابي في المجال العقاري سواء من خلال المعرض مباشرة أو الندوات التي صاحبته، كذلك تهيئة التواصل المباشر بين الشركات مما يتيح التعرف على المنتجات ويمهد مد جسور التواصل وبناء علاقات عمل تقدم إضافة نوعية لقطاع العقارات في سلطنة عمان.
وقد أقيمت على هامش المعرض ندوتان الاولى عن سوق مصر العقاري قدمها منير مدخور الرئيس التنفيذي لشركة “عمار يا مصر”، ناقشت فرص الاستثمار العقاري في جمهورية مصر العربية وتطرقت الى المواقع الجاذبة، كما تناولت تطلعات السوق العقاري المصري خلال العام الجاري، فيما جاءت الندوة الثانية عن سوق عمان العقاري، قدمها كريستوفر جون ستيل الشريك الاداري لشركة سافييلز واستعرض من خلالها المشاريع والفرص الاستثمارية في المجال العقاري في السلطنة.
هذه الندوات كانت مجانية للجميع، وهي قد ركزت عموما على نشر ثقافة العقار لكل المهتمين لاسيما رواد الأعمال والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة التي ترغب في اختراق هذا الباب والدخول فيه، إذ أن الثقافة تظل حلقة ضرورية للوصول إلى الأفضل في الغد القريب.
ومن خلال هذه الندوات كان ممكنا للكثير من الشباب التعرف على العديد من موضوعات اليوم الحيوية في المجال العقاري مثل قضايا الاستثمار والتمويل العقاري والتشريعات المتعلقة به والتي وفرت فرصا مثالية للمشاركين للتعلم من رواد الفكر في هذا المجال.
سقف واحد وخيارات متنوعة
أكد المدير التنفيذي لشركة النمر الدولية سالم الهاشمي ان المعرض شكّل علامة فارقة في تاريخ المعارض بالسلطنة نظرا لنوعية الشركات التي تواجدت في الحدث وكذلك نوعية المشاريع العقارية التي تم عرضها من 10 دول، في حين بلغ عدد الأجنحة خمس مثلت الدول المشاركة.
وقال إن المعرض جاء تنظيمه ضمن استراتيجية الشركة التي تهدف الى تلبية متطلبات السوق وتوفير فرصة للجميع من مختلف الجنسيات للتملك والاستثمار في بلدهم او في اي مكان آخر في العالم، مؤكدا ان توفير هذا العدد من الخيارات العقارية وتحت سقف واحد مثل فرصة لا تتكرر، خاصة ان الشركات التي حضرت ذات سمعة عالمية ولها تاريخ حافل بالتميز في سوق العقارات بشكل عام.
ونوّه إلى أن التركيز الفعلي لنجاح المعرض قام على النظر إلى احتياجات السوق والنوعية في المعروض، بما يلبي سواء حاجة الأفراد أو الشركات، مشيرا إلى أن امتلاك البيت أو السكن هو حلم كل مواطن كذلك فإن الشركات أيضا تبحث عن الفرص الأفضل في شراء أو تأجير المكاتب المناسبة لنجاح أعمالها، وفي مثل هذه المعارض يكون ثمة فرصة كبيرة لرؤية الخيارات المتعددة وبالتالي القدرة على اتخاذ قرار سديد من خلال هذا التنوع.
وقد أكد أخيرا أن المعرض رغم أنه جاء لأول مرة إلا أنه نجح في خلق جسور التواصل من خلال الفرص المتوفرة سواء للاستثمار أو التملك العقاري، كذلك استقطاب الشركات المحلية والخارجية، مختتما بالقول إن القطاع العقاري وبشكل عام يظل من القطاعات سريعة النمو في المنطقة، كما يظل ملاذا آمنا ومثاليا للاستثمار المضمون.
سونيل جايسوال رئيس شركة سومانسا للمعارض، من جهته عبّر عن سعادته بنجاح المعرض موضحا بأنه وفر فرصا عديدة من خلال التفاوض بين الشركات العارضة والزوار، وهي على أية حال خيارات متنوعة تفتح الأفق الواعد لتنمية المجال العقاري في السلطنة والمنطقة، كما أشار إلى دور الندوات التي عقدت في تحفيز الأذهان بمناقشة مواضيع مست عمق الهموم العقارية.
العقارات والسينما !
كان الجناح الهندي هو الأكبر من حيث الحضور في المعرض فقد شاركت خمسون شركة من الهند التي تشهد بشكل عام نموا متسارعا في المجال العقاري، وقد عرضت هذه الشركات لمختلف مناطق الهند، وقدمت مشاريع ذات طبيعية متباينة في تلبية احتياجات المستثمرين والزبائن، بما يماشي مختلف الأذواق.
وقد كان الطابع العام للمشروعات الهندية محاولة مواكبة الهاجس العصري في العقارات، لاسيما التركيز على النمط المعماري والاهتمام بموقع العقار من حيث الاتجاه لمواقع استراتيجية، وقد استهدفت هذه المشروعات وأغلبها من البيوت المعروضة للتملك، الجالية الهندية الكبيرة في السلطنة والتي تفوق المليون مقيم.
وغطت فرص العقارات الهندية المدن المختلفة من بنغالور، تشيناي، مانغلور، كوتشي، مومباي، بونه، جايبور، دلهي، وكان لحضور الممثل الهندي المعروف أرباز خان الذي يعتبر أسطورة في السينما الهندية دورا في الترويج والتعريف بالمنتج العقاري، وهي أحدى وسائل الاستقطاب الجماهيري للمستهلكين من خلال نمط غير تقليدي لاسيما أن الهنود يتعلقون كثيرا بنجومهم في بوليوود.
ثقافة ونصائح
كانت سمة توفير الثقافة العقارية واحدة من أهداف المعرض العقاري الأول، وقد حرص كل جناح مشارك أن يقدم شروحات وافية عن المشروعات من خلال مختصين في هذا الجانب، بحيث يتعرف الزائر على بيانات دقيقة عن المشروع المعين ومزاياه وطرق التصميم ومواعيد الانجاز وغيرها من الأمور، كذلك فإن تقديم النصائح العقارية المتعلقة بالشراء، كانت سمة أخرى فهناك الكثيرون ممكن يرغبون في الشراء لكنهم لا يعرفون كثيرا عن كيف يبدؤون ذلك.