هل توجد سمات وصفات وخصائص مشتركة بين رجال الأعمال الناجحين، أمثال: المصري محمود العربي، والسعودي سليمان الراجحي، والإماراتي ماجد الفطيم، ونظرائهم بالخارج أمثال: مارك زوكيربيرج، وبيل جيتس وغـيرهما ؟!.. أجل – ولا عجب – فهناك سمات مشتركة بين أولئك وهؤلاء؛ حيث لابد أن تتوافر في رائد الأعمال الناجح، سمات وخصائص معينة، رغم اختلاف البيئات والظروف والأزمنة.
وفي تصورى، فإن قوام المشروع الصغيرعنصران: فكرة المشروع، والشخص الذي سينفذ هذه الفكرة. أما الفكرة، فيمكن الاطمئنان إليها من خلال دراسة الجدوى الاقتصادية، فماذا عن رائد الأعمال الذي سيضطلع بالمشروع، وما السمات التي يمكن أن يتحلى بها؟.
هذا السؤال توجهت به إلى أساتذة الجامعات المصرية، ضمن مشروع “وظائف لائقة لشباب مصر” لمنظمة العمل الدولية. وفي أربعة دقائق فقط، وفي أسرع جلسة عصف ذهني، اقترحوا 45 مهارة، كان أبرزها أن يكون قائدًا، مبادرًا، مبدعًا، مخططًا، مخاطرًا، حاسمًا، مثابرًا، واثقًا من نفسه، واعيًا لقيمة الوقت، ومدركًا لأبعاد عمله.
تشتمل أيضا سمات رواد الأعمال الناجحين على:
الحماس
يتميز رواد الأعمال بالحيوية، وشدة التفاؤل والانفتاح على التغيير، كما يتمتعون بالسرعة واليقظة، ولا يميلون إلى الانزواء.
التماسك
عادة ما يكون لرواد الأعمال الناجحين القدرة على اتخاذ القرار، وتخطي العقبات. وتجدهم بشكل عام، أقوياء في طريقة تفكيرهم، وفي أسلوب تعاملهم مع الآخرين.
الضمير
لديهم حس عال بالمسؤولية، وعادةً ما تتملكهم رغبة عارمة في بذل أفضل الجهد، وتجدهم دومًا بحاجة إلى النظام، والميل إلى ضبط النفس.
رباطة الجأش
ينبغي على رواد الأعمال الناجحين أن يتمتعوا بالقدرة على تحمل الإحباط والضغط العصبي، والتمتع بالنضج النفسي للتعامل مع ما تفرضه عليهم الظروف من ضغوط.
الاتزان
هم أشخاص عمليون، ومنطقيون، ومحددون، ويميلون إلى انخفاض درجة ارتباطاتهم العاطفية، كما أنهم لا يشعرون بالحرج من النقد.
الثقة بالنفس
تُعد الثقة بالنفس والقدرة على الاستمرار من أكثر السمات شيوعًا بين رواد الأعمال الناجحين، فهم ليسوا بحاجة إلى رضا الآخرين عنهم، ولا يتأثرون سلبًا بالأخطاء أو الزلات السابقة.
القدرة على الإلزام
يتميزون بالدقة في تعاملاتهم الاجتماعية، ويعملون على حماية شخصيتهم وسمعتهم، متمتعين بقدر كبير من البصيرة وشدة الحرص عند تحديد أعمال بعينها.
طاقة عالية
عادة ما تكون هناك ساعات عمل طويلة والكثير من الأسفار، خاصة كلما أخذت المنشأة في النمو، فلابد من قدرتهم على التحمل والحفاظ على اليقظة والتركيز في أنشطتهم اليومية.
الحدس
ليس عليهم بالضرورة “معرفة كل شئ”، فكثير من رواد الأعمال الناجحين يميلون إلى الاعتماد على حدسهم، والثقة في “شعورهم الداخلي” عند اتخاذ القرارات.
التفويض
عليهم الاعتراف بأنه يمكن تحقيق الكثير بتمكين الآخرين من العمل، وليس بالتحكم فيهم.
العمل في فريق
فبدلًا من تأصيل علاقة تشبه تلك التي بين الكبير والطفل مع الموظفين، يقوم رواد الأعمال الناجحون ببناء علاقة “الند- الند”؛ ما يعزز من تماسك الفريق.
التعاطف
القدرة على “وضع نفسك مكان الآخرين” من السمات الأساسية لرواد الأعمال الناجحين، فبدون التعاطف لا يمكنك بناء الثقة، وبدون الثقة لن تتمكن من الحصول على أفضل جهد يمكن أن يبذله موظفوك.
جاذبية الشخصية
أصحاب “كاريزما” أقدر على إثارة المشاعر القوية في نفوس موظفيهم وتحفيزهم للعمل.
الـرؤيـة
تمثل الرؤية نقطة البداية والحلم بالنسبة للمشروع الجديد. لدى رائد الأعمال الناجح، الحلم الذي يسعى إلى تحقيقه على المدى الطويل، وهو بمثابة القوة الدافعة التي تدفع المشروع إلى النجاح.
المـبـادرة
يبادرون بصياغة الأهداف ووضعها موضع التنفيذ بكفاءة، ويسيطرون على الأحداث ويعتمدون على الحدس والبديهة في حل المشكلات.
البديـهـة
تلعب البديهة دورًا بالغ الأهمية في عملية صناعة القرار؛ حيث لا يتم اتخاذ القرارات بناء على الحقائق أو المعلومات فقط، بل بناءً على خبرة رائد الأعمال أحيانًا ، ومشاعره اللحظية.
الحاجـة للإنجـاز
من الثابت أن الرغبة الشخصية في صياغة أهداف الفرد والسعي الحثيث لإنجازها من أهم القوى المحركة لدى الكثير من رواد الأعمال الناجحين.
الحاجـة للاستـقـلال
هناك كثيرون تركوا وظائف تنفيذية كانوا ناجحين فيها؛ لرغبتهم الشديدة في أن يكون لهم عملهم الخاص، وأن يكونوا رؤساء أنفسهم. وذلك لا يعني أن رائد الأعمال يحرم منظمته من الكفاءات والخبرات المهنية المتميزة.
تحمل المخاطرة
رغم أن الشائع أن رواد الأعمال الناجحين مغرمون بتحمل المخاطر وتحدي المجهول، فإنهم في الحقيقة لا يتحملون سوى المخاطرة المحسوبة، فما يبدو للآخرين مرتفع المخاطر من الناحية الاستثمارية، قد يكون أقل البدائل المتاحة من حيث المخاطرة من وجهة نظر رائد الأعمال نفسه.
المسؤولـيـة
هذا العامل يميز بوضوح بين رائد الأعمال والمدير التنفيذي، وكذلك بين رائد الأعمال الناجح والأقل نجاحًا، فالناجح شخص عملي يتحمل مسؤولية سلوكياته؛ وبالتالي لا يلقي عبء نجاحه أو فشله على ظروف البيئة الخارجية.
ومن يرغب في التعرف على السمات التي تميزه كرائد أعمال محتمل، أدعوه لخوض اختبار تحديد السمات الذي صممته، وأتحت نشره على موقع برينور مصر preneur-masr.com ؛ حيث يمكنه الإجابة على خمسين سؤالًا “أونلاين”؛ لهتعرف بنفسه على سماته القوية والضعيفة؛ ومن ثم تحديد المهارات الشخصية المطلوب تطويرها لبناء مشروع ناجح.