عزيزي القاريء، هذه سلسلة مقالات، حول دعوة للمعرفة والفهم، وهي ليست خارجة عن الإطار كما قد يظن البعض، لكنها في صميم ريادة الأعمال. وقد فضلت أن أخاطبك بـ “عزيزي القاريء”، مع أن خطابي للشباب، ورواد الأعمال، والباحثين عن فرص استثمار، والراغبين في معرفة الجديد؛ لأن “اقرأ” هو أول أمر جاء به القرآن الكريم.
إنَّ القراءة والمداومة عليها، يلبي أول أمر قرآني كريم، ويمثل طاعة واجبة، وليس المقصود بها القراءة العامة أو المتخصصة، أو قراءة مجلة “رواد الأعمال” الورقية أو الإلكترونية، وليس فقط قراءة كل بحور الثقافة والعلم؛ لأن رد النبي الكريم “صلى الله عليه وسلم”، على جبريل عليه السلام كان: “ما أنا بقارئ”. “اقرأ” تعني كل ما سبق وتزيد عليه، بل ربما يسبقها تأمُّل آيات الله عزَّ وجلَّ، وتفقُّه حكمتِه تعالي، وتعلُّم ماخفي، وتدبُّر ما ننوى.
“اقرأ” ليست فعل أمر فقط، بل فيها نصح وإرشاد للبشرية كلها.
ما هذا؟ وإلى أين يذهب خطابي هذا؟، أهو درس ديني، بينما ينصرف حديثنا إلى ما يخص ريادة الأعمال؟!.
نعم، عزيزي القارئ، تريد أن “تعلم” الجديد والحديث والمستقبل في ريادة الأعمال، و”تعلم” أهم فرص ومجالات الاستثمار، أو “تعلم” كيف تُنَمي قدراتك ومواهبك، أو “تعلم” أكثر عن “اقتصاد المعرفة أو “الاقتصاد الأخضر” أو “التنمية المستدامة” أو “البيوتكنولوجي” أو “النانوتكنولوجي” أو الجيل الجديد من الروبوتات، أو تريد الاطمئنان عن صحة النسناسين (القردين) اللذين تم استنساخهما في الصين حديثًا”.
استخدم “جوجل” وستعلم الكثير عن كل أو بعض ما سبق، أو استخدم ما شئت من بنوك المعرفة وبوابات البحث، لكني أسألك:
هل تريد أن “تعلم” ؟!
أم تريد أن “تعرف”؟!
وهل هناك فارق بين “تعلم” و “تعرف”؟ نعم، فالفارق بينهما شاسع، فـ “المعرفة” أشمل وأكبر من “العلم”. ونحن وسط عالم يتشكل من العلم، واقتصاد ستقوده “المعرفة”، واستدامة التنمية والنمو، وهو ما لن يتحقق للأجيال المستقبلة إلا “بالمعرفة”.
إذا كنت تريد أن “تعلم” فقط، فقد أرشدتك إلى الطريق؛ أما إذا كنت تريد أن “تعرف”، فأستأذنك أن تصبر معي، فلن “نعرف” دون أن “نفهم”؛ لذلك فإن دعوتي إليك هي “دعوة المعرفة والفهم “، لكن نعرف ونفهم ماذا؟! نحاول ونسعى لمعرفة كل شيء، فقد أصبح الاكتفاء “بالعلم بالشيء” من الماضي، بينما المستقبل للعلم والمعرفة معًا، لكن للأسف- أو من حسن الحظ- لن تتحقق المعرفة بدون فهم.
“لحظة فهم .. لرواد الأعمال فقط”
“الفرصة طائر ينتظر من يصطادها، بينما الحظ فراشة تحطُّ على زهرة تختارها” ..
هذه بعض الحقيقة؛ أما بقيتها فإن الرواد هم من يولِّدون الفرص، ويمتلكون دائمًا الحظ بتبنيها”.