نستعرض معًا “سياسة” أو “وسيلة” المفاضلة بين الفرص المتاحة، والتي تتعلق بما يسمي “المزايا” النسبية”، و”المزايا التنافسية”، فما مفهوم كل منهما؟ وكيف نستفيد منهما؟.
تمتلك كل دولة مزايا نسبية Comparative Advantages ؛ أي مجموعة مميزات طبيعية أو إلهية God Made خص بها الله -سبحانه وتعالي- هذه الدولة؛ مثل المناخ المعتدل، أو الموقع الجغرافي المميز، أو توفر المياه، أو الغابات، أو المناجم، أو المحاجر، أو البترول، أو الغاز، أو التنوع النباتي والحيواني، وغيرها.
أما “المزايا التنافسية” فهي مجموعة مميزات أو إيجابيات تمنح الدولة أو الاقتصاد قوة تنافسية في مجال ما. وقد اتُّفق على أن “البشر” هم مصدر “القوة التنافسية” أو “المزايا التنافسية”؛ لأنها تُكتسب من خلال “المعرفة” و”التكنولوجيا” و”الإدارة المميزة” Man Made “والعقول المبتكرة”.
عناصر التنافسية
وتتنوع عناصر المنافسة أو التنافسية، لكن أهمها “القدرة على إنتاج سلع وخدمات بجودة مناسبة (منافسة)، وسعر مناسب(منافس). ويلاحظ أن مايُكَوِّن مفردات التنافسية- والتي هي المعرفة والتكنولوجيا والإدارة والابتكار- مجموعة مهارات، والتي بدورها تتمثل في ثلاثة أنواع أو مستويات:
- مهارات أساسية Basic .
- مهارات مهنية professional .
- مهارات تنافسية Competitive .
المهارات الأساسية تتمثل في الممارسة؛ مثل ممارسة الرياضة أو “كيف تسبح”، والمهارات المهنية تتعلق بالاحترافية؛ مثل احتراف السباحة؛ أي”السباحة كما يجب أن تكون”، أما المهارات التنافسية فتعني مهارة الدخول في بطولات السباحة والتنافس على جوائزها.
والآن عندما نريد أن نختار “فرصة” للاستثمار أو “التنمية” يجب أن نسأل أنفسنا:
- هل لدينا أي “مزايا نسبية” تخدم هذه الفرصة؟!
- ما هي تلك المزايا ؟ وكيف نوظفها لتخدم الفرصة ؟!
- هل لدينا أي “مزايا تنافسية” تخدم الفرصة؟!
- ما هي تلك المزايا؟! وكيف تخدم الفرصة؟!
- إذا لم يكن هناك مزايا تنافسية، فهل يمكن “اكتساب” هذه المزايا أو هذه المعارف والمهارات أو هل يمكن استقطابها؟!
شراء المهارة التنافسية
رأينا دولًا غربية أو عربية تمنح جنسيتها لأبطال رياضة؛ ليمثلوها في بطولات رياضية، ويحصلون على ميداليات ذهبية أو فضية لها، أو تحقيق بطولات في مبارياتها. وما يحدث هنا هو “استقطاب” أو “شراء” مهارة تنافسية توفر للدولة بدورها “ميزة تنافسية” في الرياضة.
صيانة المزايا النسبية
علينا كرواد أعمال– وأيضًا على دولنا ومستثمرينا – تحديد وتوصيف المزايا النسبية التي وهبها لنا الله عز وجل، وأن نعمل على حمايتها وصيانتها وتعظيم الاستفادة منها، ثم نسعى لاكتساب “مزايا تنافسية” من خلال مزيد من المعرفة والفهم والتدريب والتعلم. وحتى عندما تكون “فرصنا” ضعيفة في “اكتساب” هذه “المزايا التنافسية”، فيمكن “استقطابها” أو “شراؤها” ودمجها مع “المزايا النسبية” التي نملكها؛ حتى تنجح “فرصنا” في التنمية والنمو والاستثمار. سر الوصفة للتميز هو خلطة جيدة ما بين “المزايا النسبية” التي نملكها “والمزايا التنافسية” التي يمكن اكتسابها، وفي هذه الحالة نقول: إن التميز مضمون لامحالة.