بدأ خلف أحمد الحبتور مسيرته في الحياة موظفا في شركة إنشاءات إماراتية محليّة في أبوظبي، وأسس في عام 1970م شركته الخاصّة التي أطلق عليها “الحبتور للمشاريع الهندسية”؛ وذلك إبان تأسيس اتحاد دولة الإمارات العربية المتحدة وبداية الانطلاقة لمشاريع التنمية، وألهم هذا التغيير خلف أحمد الحبتور لكي يتعهّد بناء سلسلة من المشاريع الرائدة، التي تكلّلت جميعها بالنجاح.
ولد خلف أحمد محمد الحبتور في دبي منطقة الشندغة عام 1949م، يؤمن بالعمل والاجتهاد، والاستفادة من تجارب الحياة، تعرض لعديد من التحديات، ولكن تجاوزها بفضل حكمته وبعد نظرته للأمور، ليصل بثروته حاليا إلى ثلاثة مليارات دولار حسب مجلة “فوربس” وخمسة مليارات حسب تصريحات الحبتور عن قيمة ثروته الحقيقية.
أول مرتب تسلمته في الـ 14 من عمري
يقول خلف الحبتور عن عائلته وبساطة الحياة: “لم نكن عائلة كبيرة ودخلنا محدود أسوة ببقية العائلات والأسر في ذلك الوقت، كنا بحاجة إلى معيل وكان لزاما علينا العمل من أجل سد رمق العيش، ذهبت مرة لشركة أمريكية جيولولجية وظيفتها عمل مسح كامل للبترول، قدمت للعمل وقبلوني رغم لغتي الإنجليزية الضعيفة، عملت عندهم ولم أكن أستلم مرتبي بيدي بل كان المدير الإنجليزي يستلمه ويعطيه لأهلي وكان 200 ـ 250 روبية، وكانت فرحتي كبيرة كون هذا الراتب الأول في حياتي وأحسست بالرجولة؛ لأنني عملت وكسبت ولم يتجاوز عمري 14 سنة وهذا الشيء أفرحني للغاية.
البداية من أبوظبي
حول بداية مسيرته المهنية يقول الحبتور: “بدأت العمل لدى محمد سعيد الملا وهو من الرجال المحترمين وأعتبره معلمي الأول، دعاني للعمل معه في أبوظبي بعد تأسيسه شركة هناك، وافقت على العمل وبدأت في الصيف وكنت أذهب إلى أبوظبي للعمل في العلاقات العامة، عملت عند الملا لمدة ثلاث سنوات مديرا لفرع أبوظبي للمقاولات، أعطاني الفرصة لأتعلم وأعرف الناس وفرصة حل المشاكل، وكنت كل يوم قبل صلاة الفجر أركب سيارة لاندروفر إلى أبوظبي وبمنتصف الطريق كان هناك مركز للشرطة أقف عنده وأصلي وأعاود المسير، كانت المياه تغمر نصف السيارة تصل إلى حافة النوافذ في أبوظبي كنت أبات أو أرتاح في «مضيف» الحكومة وعمل على أول عهد المغفور له الشيخ زايد في حكم أبوظبي، كان خالي مسؤولا عن المضيف وهو مستشار المغفور له الشيخ زايد، وكنت أذهب إلى الدوائر الحكومية بعدها منطلقا من المضيف.
بعدها عملت مكتبا ومخيما، نجلس أنا والعمال مع بعضنا بعضا وكنا ننجز العمل بكل أريحية، بالنسبة لموضوعي واستفادتي من العمل أنا ربحت من الملا الخبرة وليس المال؛ لأن الراتب كان قليلا جدا لا يتجاوز الـ1500 درهم وعندي أسرة ولا يوجد لديها دخل.. تعلمت من الملا أن أعمل شيئا من لا شيء ولا يوجد مستحيل إذا كان الإنسان أخذ قراره الصحيح؛ وذلك بالعزيمة.. تركت العمل عند الملا ولا أملك درهما وتعهدت له ألا أعمل في المقاولات.. طلب مني البقاء بشركته قلت له لا أستطيع العمل موظفا.
بداية التجارة خسارة
بدأت مشوار التجارة بخسارة حيث ذهبت إلى أخي محمد وكان يعمل في تجارة الذهب في الهند مع سعيد الملا أيضا، وطلبت منه أن يقرضني مالا؛ لأنني مللت الوظيفة وأريد أن أعمل بالتجارة أعطاني 50 ألفا، فتاجرت بالثلاجات والغسالات في بداية ظهورها رغم عدم امتلاكي أي خبرة في هذا المجال، وجاء أحد أصدقائي وأخذ ثلاجة وجاء آخر وأخذ غسالة ولم يعطوني ثمنها فذهبت التجارة وذهب رأس المال.
ويضيف الحبتور: بعد هذه التجربة في التجارة التي انتهت بخسارتي رأس المال الذي استدنته من أخي عدت إلى سعيد الملا وقلت له: أبو سعيد أريد العمل، وذهبت واستأجرت مكتبا في دبي منطقة ديرة وأنا لا أملك المال لدفع الإيجار، وسمح لي صاحب المبنى وأعطاني غرفتين لأنشئ فيهم المكتب، بعدها بدأت البحث عن العمل في مجال الإنشاءات، وأول مشروع أنشأته كان سينما بلازا لعبدالوهاب كلداري، وحققت من وراء هذا المشروع دخلا لا بأس به.
البداية مع قائد نهضة دبي
يؤرخ أحمد الحبتور لبدايته الحقيقية في عالم الأعمال عندما ذهب إلى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي ويقول الحبتور: “جئت إلى المغفور له الشيخ راشد بن سعيد وقلت له: يا طويل العمر أريد أن أعمل في بناء المستشفيات أعطني فرصة لأثبت أنني أحسن من الإنجليز، فوافق وقال أعطوا لخلف الحبتور، دخلت في المناقصة بعدها أخذت مشافي دبي كلها والمشاريع الكبرى، وكان لدعم المغفور له الشيخ راشد الأثر الكبير، ومن ذلك الوقت تعتبر شركة الحبتور للإنشاءات المنشئة لمعظم مشاريع دبي الكبيرة.
أقوال الحبتور
من أقوال وحكم خلف أحمد الحبتور: (أنا غني بعلمي ولست ثريا بمالي، أنا غني.. غني بنفسي، غني بأفكاري ولا أؤمن بالثراء المادي، أستطيع أن أعمل أي مشروع، فهل أعتبر مليارديرا أو مليونيرا.. نحن في الإمارات عائلة واحدة. قضايانا جزء منا نتفاعل معها ومع المحيط من حولنا).