تركت كلية الطب بعد فصل دراسي واحد واتجهت لدراسة الهندسة التقنية
أسست ثلاث شركات في المجال الرقمي فشلت اثنتان ونجحت واحدة
شاركت في أكثر من 63 مشروعًا رقميًا
أكبر معوق إيجاد شريك مناسب وبناء فريق العمل
قلة الكفاءات البشرية نقطة ضعف كبيرة في سوق التسويق الرقمي بالسعودية
في عام 2004 ، بدأت قصة حاتم الكاملي ؛ صاحب الـ19 عامًا مع عالم التسويق الرقمي ، عندما ترك كلية الطب بعد فصل دراسي واحد ويمم شطره نحو دراسة الهندسة التقنية و نظم المعلومات رغم ما واجهه حينها من ضغوط بسبب هذا القرار، ليخوض تجربة مختلفة بدأت من الطب ، ثم نظم المعلومات والعمل في الإعلام والصحافة أثناء الدراسة ، ثم الانتقال للعمل في بعض المشروعات الرقمية في القطاع المصرفي و منه لقطاع الطيران والعودة إلى القطاع المصرفي ؛ حيث أتم دراسة الماجستير في التسويق والإدارة و الدبلوم في التسوق الرقمي.
ويعد حاليا أحد خبراء التسويق الإلكتروني بالمملكة والعالم، حاتم الكاملي أحد المهمومين بتطوير وإرتقاء سوق التسويق الرقمي بالسعودية، أسس ( I click ) شركة المختصة في تقديم الخدمات الاستشارية و التطويرية في مجال التسويق الرقمي و التحليل الرقمي و مواقع التواصل، ومنذ العام 2010 شارك الحاتمي في أكثر من 63 مشروعًا يتعلق بالتسويق الرقمي .
أجرينا معه هذا الحوار لتسليط الضوء على مسيرته والتحديات التي تواجه هذا القطاع بالمملكة .
حدثنا عنك ، وعن خبراتك، والمشروعات التنموية التي أسستها وتلك التي ساهمت في قيادتها ؟
أتذكر عام 2004 عندما تركت كلية الطب بعد فصل دراسي واحد – ولم أكن أتجاوز حينها الـ 19 عامًا – واتجهت لدراسة الهندسة التقنية ونظم المعلومات ، واجهت ضغوطًا كبيرة ؛ إذ قررت خوض تجربة مختلفة بدأت من الطب ، ثم نظم المعلومات والعمل في الإعلام والصحافة أثناء الدراسة، ثم العمل في عدة مشروعات رقمية في القطاع المصرفي ، ومنه لقطاع الطيران ، ثم العودة مرة أخرى إلى القطاع المصرفي . خلال هذه الرحلة, أتممت دراسة الماجستير في التسويق و الإدارة ، والدبلوم في التسوق الرقمي ، وأسست ثلاث شركات ناشئة في المجال الرقمي ، فشلت اثنتان ونجحت واحدة ، وشاركت في أكثر من 63 مشروعًا رقميًا و مبادرة رقمية و مشروعًا تسويقيًا .
خلال كل هذه الرحلة ، أجد أنني ما زلت في أول الطريق، وليس لدي الكثير لأقوله غير أن التجربة هي أجمل ما في الحياة ، وأن المغامرة في تأسيس المشروعات و التعثر والنهوض هو أجمل ما في عالم الأعمال . و كلما استطعت أن تتبع شغفك ، كلما حظيت بتجربة فريدة ؛ تجربة تستحق أن تتذكرها بفرح حتى لو صاحبتها بعض الدموع.
ماذا عن مشروعك(I click) ، وما دلالة هذا الاسم؟
Iclick هي شركة تقدم الخدمات الاستشارية و التطويرية في مجال التسويق الرقمي والتحليل الرقمي و مواقع التواصل الاجتماعي , تأسست عام 2012 وبدأت العمل فعليًا في 2013 , وتركز على تقديم خدمات نوعية في مجال التحليل الرقمي ،وبناء الاستراتيجيات في التسويق الرقمي , وتطوير القدرات في هذا المجال . بدأت برأس مال لا يكاد يذكر ، والآن لدينا عدد كبير من النجاحات و نمو في الدخل تجاوز 100% عن العام الماضي وعدد كبير من الموظفين ، إضافة إلى الحصول على عدة جوائز في هذا المجال ، كما لدينا شراكات ناجحة مع بعض الشركات العالمية مثل جوجل و هوسوت ، وغيرهما.
وكيف تخطيتها المعوقات التي واجهتك في هذا المجال ؟
أكبر معوق كان البحث عن إيجاد شريك مناسب , وبناء فريق عمل نوعي ومميز ، إضافة إلى كيفية تقديم قيمة مقترحة مختلفة لسد بعض الثغرات الموجودة في هذا السوق . وبفضل الله ، تجاوزت كل ذلك من خلال التركيز على الخدمات النوعية وكيفية تقديمها بشكل مبسط وبناء شراكات مع أكبر الشركات القيادية في هذا المجال ، إضافة إلى بناء نموذج عمل واضح و مثبت.
شاركت في القمة العالمية للتسويق الرقمي بالهند ، وفزت بجائزة أفضل محترفي التسويق ..حدثنا عنها؟
بحمد الله كان لي شرف المشاركة في هذه القمة الآسيوية التي نظمها المجلس العالمي لمديري التسويق CMO Council والذي حظيت بشرف التسجيل فيه كمحترف تسويقي معتمد منذ عام 2013 .وقد شارك بها أكثر من 2000 شخص من محترفي التسويق في آسيا ، وعدد كبير من الشركات العالمية ؛ مثل سيسكو و آي بي إم ، وعدد كبير من الشركات التقنية و التسويقية المعروفة. وبفضل الله ، حصلت على جائزة فئة الشباب في مجال التسويق الرقمي بعد عدد من المشروعات الناجحة التي شاركت بها خلال الفترة الماضية.
حدثنا عن مشروعاتك الرقمية الناشئة في مجال التسويق الرقمي؟
منذ عام 2010 شاركت في أكثر من 63 مشروعًا في مجال التسويق الرقمي ، تنوعت ما بين قيادة حملات رقمية ،و بناء خطط استراتيجية ،و بناء خطط للتحول الرقمي بشكل متكامل ، وبناء تطبيقات وحلول لدعم منظومة التسويق الرقمي . ومن هذه المشروعات منصة لتسويق المستلزمات المتعلقة بالمناسبات و الأفراح وقد تم بيع هذا المشروع قبل سنوات ، كما تم العمل على بناء منصة لتسويق السير الذاتية لغير المحترفين ،وقد بعت هذا المشروع أيضًا. كذلك، تم تطوير عدة مشروعات متعلقة بالتحول الرقمي كمشروع التحول الرقمي في أحد البنوك العالمية في منطقة الخليج ؛ حيث ساهمت في تنفيذ وبناء استراتيجية التحول الرقمي لتحويل البنك من بنك تقليدي إلى أول بنك رقمي قائم على مبدأ المشاركة ، إضافة إلى بناء منصة متعلقة بتسهيل عملية التسويق و التجارة الإلكترونية وهو مشروع تم العمل فيه مع بعض رواد الأعمال لتحسين تجربة التجارة الإلكترونية على إنستجرام . وحاليًا جاري العمل على إطلاق ثلاثة مشروعات, أحدها عبارة عن أداة مبتكرة لتحليل البيانات الضخمة على الشبكات الاجتماعية لتوفير تقارير عملية و مبسطة للشركات؛ لمراقبة أداء عملها على منصات التواصل الاجتماعي وقياس سمعتها و تحسين أدائها عبر توفير نتائج لحظية تساعد على سرعة اتخاذ القرار . ومنها مشروع متعلق بكيفية تحسين مهارات الطلاب في مجال التسويق الرقمي عبر توفير منصة لكل ما يتعلق بهذا المجال، علاوة على بعض التطبيقات المتعلقة بالألعاب على الهواتف الذكية.
ما مدى انتشار ثقافة التسويق الإلكتروني في السوق السعودية؟
السوق السعودية واعدة جدًا , وهي من أكثر الأسواق نموًا في مجال التقنية و الإنترنت ؛ إذ لدينا 21 مليون مستخدم للإنترنت و 9 ملايين مستخدم لتويتر و 5 ملايين لسناب شات وعدد كبير جدًا على باقي المنصات الرقمية , كما يبلغ عدد مستخدمي الجوال أكثر من 53 مليون مستخدم . ومعظم السعوديين هم من فئة الشباب الذين يستخدمون التقنية بصورة كبيرة جدًا . كل هذه المؤشرات تدلل على مدى نمو هذه السوق وكمِّ الفرص الواعدة فيه ؛ ما ينعكس إيجابًا على التسويق الرقمي الذي يستخدم هذه المنصات للوصول للمستهلك بشكل دقيق. ونلاحظ الآن أن كثيرًا من العلامات التجارية والقطاعات الحكومية وجهت ميزانياتها إلى القنوات الرقمية والتسويق الرقمي بشكل واضح جدًا ؛ ما ساهم في نمو شركات ووكالات متخصصة في هذا المجال، ونمو ثقافة التسويق . ورغم ذلك، أرى أننا ما زلنا في أول الطريق ، ومازلنا نحتاج إلى تعزيز الثقة لدى كافة القطاعات الحكومية و الخاصة للتوجه إلى القنوات الرقمية لأسباب كثيرة ، منها قلة تكلفتها والقدرة على قياس نتائجها ، وقبل ذلك نمو المستخدمين على هذه القنوات.
هل هنالك تحديات وصعوبات تواجه التسويق الإلكتروني وتحد من استخدامه والاستفادة منه؟
سوق التسويق الرقمي مثل أي سوق آخر ومثل أي صناعة أخرى , تكتنفه صعوبات وتحديات كبيرة أهمها أن كثيرًا من أصحاب رؤوس الأموال لم يركزوا و لم يستثمروا كثيرًا في هذه السوق الواعدة ، ولايزال معظمهم يركز على القنوات التقليدية , علاوة على قلة الكفاءات البشرية في هذا الجانب ؛ ما يشكل نقطة ضعف كبيرة في تلك السوق؛ لذا بادرت مع مجموعة من المهتمين إلى تطوير مبادرات و أنشطة تدريبية لتأهيل عدد كبير من الكوادر الشابة في كافة مجالات التسويق الرقمي و مواقع التواصل الاجتماعي و التحليل و تطبيقات الهواتف الذكية ؛ لرفع مستوى كفاءة و قدرات هذه الكوادر ، ولخلق فرص وظيفية لهم ؛ للمساهمة في تطوير تلك السوق. ويكمن التحدي الثالث في وجود عدد كبير من الشركات الدخيلة و الأفراد غير المتخصصين في هذا المجال ، و إعطاء صورة مغلوطة عن التسويق الرقمي ؛ما يؤثر على نضجه.
كيف يستفيد رواد الأعمال من تطبيقات الأجهزة الذكية في شركاتهم؟ وهل يمكن للأجهزة المحمولة المساهمة في نمو التجارة الإلكترونية بالمملكة؟
شكلت تطبيقات الهواتف المحمولة ثورة كبيرة في مجال ريادة الأعمال حتى أصبحت العمود الفقري لنجاح أي مشروع مبتكر؛ وذلك لأسباب كثيرة أهمها نمو المستخدمين والقدرات التقنية التي تتمتع بها تطبيقات الهواتف الذكية من حيث تحديد الأماكن و تقنيات الواقع الافتراضي وربطها بمنصات التواصل الاجتماعي وحلول الدفع الإلكتروني التي تشكل الهواتف الذكية أهم منصة لها لتسهيل التجارة الإلكترونية في العالم . وستساهم هذه التطبيقات في دفع عجلة ريادة الأعمال التقنية في السعودية و رفع إيرادات الشركات التي تستخدمها .
أطلقت شركتك أول كتاب باللغة العربية في مجال تحليل قنوات التواصل الاجتماعي وقياس العائد من الاستثمار فيها، حدثنا عن الكتاب وتقييمك للاستثمار في هذا المجال؟
يهدف الكتاب باختصار إلى تعزيز المحتوى العربي الرقمي في مجال التقنية و التسويق ، ورفع مستوى الوعي لأهمية التحليل لمواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية وضع المؤشرات الرئيسة المراد قياسها ، وحساب العائد على الاستثمار من هذه القنوات الاجتماعية , خاصة وأن كثيرًا من الشركات و المستخدمين يجهلون بالفعل أهمية تحليل بيانات مواقع التواصل الاجتماعي ، وكيف أنها قد تؤثر في صورة و سمعة العلامات التجارية بشكل كبير. يقدم الكتاب صورة عامة عن كيفية وضع المؤشرات في مواقع التواصل و كيفية قياسها و أهم القنوات و الأدوات اللازمة لقياسها.
يعاني مفهوم التسويق بالسعودية من ازدواجية في الفهم، وخلط بين التسويق والمبيعات، وكثيرًا ما نجد أن إدارة التسويق والمبيعات واحدة في كثير من المؤسسات، فهل بينت لنا الاختلاف؟
التسويق مفهوم كبير جدًا يدخل فيه دراسة السوق والتسعير وخلق الطلب وتسويق المنتج والاتصال والترويج وإدارة العلامة التجارية والإعلان . ويركز بشكل أكبر على المستهلك النهائي ، بينما تركز المبيعات بشكل أكبر على كيفية بيع المنتج دون التركيز على مفاهيم التسويق . وهذا الخلط شائع جدًا حتى في بعض الشركات الخارجية . ولعل أحد أسبابه أن أصحاب الشركات يتعاملون مع السوق بطريقة تجارية بحتة و يركزون على المنتج وبيعه دون التركيز على حاجة المستهلك وكيفية إدارة العلاقة معه وتلبية احتياجاته . وعادةً ما تنجح الشركات التي تفهم التسويق بشكل حقيقي أكثر من تلك التي تركز على المبيعات.
ما حجم التسويق الإلكتروني بالمملكة، وهل هناك نمو في المبادلات التجارة بواسطة التقنيات الحديثة؟
لا توجد أرقام واضحة تحدد حجم هذا السوق ، لكن هناك نمو ملحوظ في الاستخدام, من حيث اتجاه كافة القطاعات إلى العالم الرقمي ,ونمو استخدام القنوات الرقمية من القطاعات الحكومية.وفيما يتعلق بالتجارة الإلكترونية فكل الأرقام تشير إلى أن السوق السعودية هي أكبر سوق عربية في هذا المجال، كما أن التطور الجديد في أنظمة المدفوعات الإلكترونية و تحسين البنية التحتية سيساهم بلا شك في فتح السوق و نموها بشكل مضطرد في السنوات القادمة.
هل بالمملكة استراتيجية واضحة من حيث تطوير البنى التحتية لمجابهة تحديات العولمة الاقتصادية ؟
أهم خطوة يجب أن تخطوها المملكة هي التركيز على تنويع الاقتصاد ودعم الاقتصاد القائم على المعرفة والتقنية من خلال تسهيل عمليات الاستثمار، ودعم المشروعات الريادية و توفير أنظمة تسهل عملية التجارة الإلكترونية، ودعم البنية التحتية لتسهيل عملية المتاجرة بالتقنية، وتوفير حلول تمويلية لهذه المشروعات الرائدة التي ستساهم في رفع مستوى الاقتصاد الوطني وخلق وظائف متعددة في السوق .