النجاح هدف يسعى إليه الجميع على كافة المستويات، وخاصة المستوى المهني الذي يؤهل الشخص لتحقيق طموحاته في الحياة، لاسيما وأنها باتت تشهد تنافسًا محمومًا في جميع المجالات، مع تسارع التقدم في تقنية الاتصالات التي غيرت معايير النجاح التقليدي.
ويرى خبراء الإدارة، أن عوامل وأهداف النجاح العصرية، تتطلب من الفرد أن يتمتع بإرادة وعزيمة وإصرار، وألا يكون ذكيًا فقط، بل ولديه أيضًا هدف ذكي يسعى إلى تحقيقه.
ومن هنا، جاء مصطلح SMART بالإنجليزية؛ والذي يعني “ذكي” بالعربية، فبالنظر إلى حروفه، سنجد أنَّ حرف s يرمز إلى specific ؛ أي “محدد”؛ ما يعني أن يكون الهدف محددًا، ويرمز حرف m إلى measurable ؛ أي “قابل للقياس” ؛ بمعنى مقارنته بأهداف أخرى.
ويرمز حرف A إلى achievable ؛ أي قابل للتنفيذ، ويرمز حرف R إلى Realistic ؛ أي واقعي؛ بمعنى أن يكون الهدف واقعيًا ومنطقيًا، ثم يرمز حرفT إلى Time bonded ؛ أي يكون الهدف محدد الوقت للإنجاز؛ أي يرتبط بتوقيت محدد منذ البداية وحتى النهاية، مع تقييم مراحل التنفيذ لحين الانتهاء من تنفيذه في الوقت المحدد.
إذا لم يكن للمرء هدف واضح، فإنه يكون مشوشًا فكريًا، وقد يُشعره ذلك بالإحباط؛ وبالتالي عدم الرغبة في التقدم للأمام؛ لعدم وضوح الرؤية والمسار الممهد لطريقه، بينما إذا كان الهدف واضحًا، والطريق الموصل له ممهدًا، والإجراءات صحيحة، فسوف يتحقق الهدف بيسر، مهما كان كبيرًا .
ومع الإصرار والشغف والإرادة، يتحقق المراد عمليًا وشخصيًا، وحينها يجد المرء نفسه في قمة الانسجام مع ذاته، فعندما ذاق طعم تحقيق الهدف، أصبح قادرًا على خوض مسيرة النجاحٌ.
لذلك علينا دومًا، وضع خطة مدروسة وواقعية وذكية لتحقيق الهدف الذكي؛ أي: الهدف المحدد القابل للقياس، القابل للتحقيق، المنطقي والواقعي، الهدف الذي يرتبط بجدول زمني محدد؛ ليصل إلى المطلوب، شريطة بذل الجهد، والتحلي بالصبر، واليقين التام بأن الله سيوفقه، فمن توكَّل على الله فهو حسبُه.
يجب التركيز على مايخص الوصول إلى النتائج، والتحليق في السماء بفرحة الوصول، والنشوة بالارتقاء والصعود إلى القمة، بعد مشقة وعناء، و طول صبر، وبشرى من الخالق- عز وجل- أن تكون كل خطوة يخطوها رائد أو رائدة الأعمال للأمام، مدروسة وذات هدف واضح ومحدد.
نعود بذاكرتنا حين بدأنا، فتأسيس مشروع، كان مجرد فكرة وشباك صغير في عقلنا الباطني؛ حتى وضعنا هذه الفكرة على الورق، ثم فتحنا النافذة بكاملها لنرى رسالتنا صوب تحقيق الهدف والوصول للنجاح؛ الأمر الذي يتطلب منا عدم التوقف، مع وضع أهداف ذكية؛ لكي لا نصاب بالإحباط، ولا نلقي باللوم على أنفسنا؛ فذلك من الأمور التي قد تؤدي إلى فشل المشروع أو الهدف الذي وضعته لنفسك.