الدكتور أيمن آل الشيخ
الجراحة التجميلية مجال خلاق ويدفع للإبداع
لا معطيات تحد النجاح
صناعة الاسم هي أهم خطوة في الطب ويحققها التفاني في العمل
الدكتور أيمن بن عبد الرحمن آل الشيخ استشاري الجراحة التجميلية والترميمية واليد بخبرة 21 سنة ترعرع في بيئة محببة ومحفزة للعلم على يد والده الشيخ عبد الرحمن آل الشيخ، درس الطب في جامعة الملك سعود ثم عمل كطبيب مقيم في الجراحة بالمستشفى العسكري شارك في حرب الخليج كطبيب ضابط، حصل على بعثه للولايات المتحدة لمدة 12 سنة وتسلح بالكثير من الزمالات الأمريكية كالبورد الأمريكي في الجراحة العامة، ثم البورد الأمريكي في الجراحة التجميلية والترميمية والبورد الأمريكي في جراحة اليد والجراحة التجميلية كتخصص فرعي دقيق.
عاد إلى المملكة وبدأ يمارس تخصصه كاستشاري في المستشفى العسكري بالرياض، حيث كانت الأولوية في الجراحة التجميلية لحالات محددة مثل الحروق والتشوهات الخلقية عند الأطفال ثم عمليات التجميل للجسم والوجه، تقاعد بعد ذلك ليتمكن من الخلط بين الطب والعمل الريادي الحر مستندا على دورات التدريب الإداري التي حصل عليها أثناء ابتعاثه ليخرج بمركز “فيا” الطبي الذي افتتحه للوصول بالجراحة التجميلية إلى أسمى مكانة ورفع مستوى الخدمات الصحية في مجال التجميل وإعطاء المرضى ما يستحقون من عمل مجود.
التقينا به لنجسد هذا المزيج بين الطب وريادة الأعمال في حوار ربما يكون منهلا لكثير من الأطباء.
• هناك تحفظ في المجتمع نحو تخصص الجراحة التجميلية فكيف حسمت رأيك باختيارها؟
اختياري الجراحة التجميلية كان لعدة أسباب أهمها رغبتي بالعمل في مجال الجراحة، ثم إن جراحة التجميل مجال خلاق يدفعك للإبداع، فكل حالة في جراحة التجميل تعد حالة جديدة عكس باقي التوجهات الطبية، حيث تتمكن من التشكيل والتغير ومساعدة المرضى سواء في التشوهات الخلقية أو تحسين شكل الجلد بعد عمليات استئصال الأورام مثلا أو مساعدتهم بعد التغيرات التي تحدث نسبة لتقدم العمر، أو تلك التغيرات الفيسيولوجية التي تحدث للمرأة عند الولادة فالتغير يساعد على زيادة الثقة في النفس، حيث إن الإنسان يسعى دوما لاختيار الأفضل لنفسه بيد أن المجتمع أصبح يفكر بطريقة مختلفة؛ وذلك تبعا للتطورات التي يشهدها العالم في كل المجالات وتغير الأنماط الحياتية لدى معظم سكان العالم، فبمجرد اكتمال الحاجات الأولية يبدأ الاهتمام بما بعد ذلك، وكذلك في الطب فقد كان اهتمام الإنسان بوقف الأمراض المعدية ثم علاج الأمراض المزمنة وهكذا إلى أن وصل الطب التجميلي ليصبح من ضروريات الحياة.
أما بالنسبة لتحفظ المجتمع في شأن الجراحة التجميلية من الناحية الدينية فقد حضرت اجتماعا لرجال الدين والأطباء المتخصصين في هذا المجال في بداية عودتي إلى المملكة، حيث أُعطي كل جراح الفرصة ليتكلم عن الحالات التي يتطرق إليها ومن ثم يأتي دور رجال الدين لإبداء آرائهم في ذلك، ووجد أن معظم الحالات لا حرج فيها مع بعض الاستثناءات التي لها أضرار طبية واضحة كالوشم مثلا.
• حول الطب كمهنة ما الذي يحتاج إليه الطبيب لينجح في عيادته الخاصة؟
أعتقد أن الطبيب الناجح ينجح في كل مكان سواء كانت عيادة خاصة أو مستشفى عاما، فلا معطيات تحد النجاح فالإخلاص والخبرة والتفاني في العمل والمهارة تجعل المريض يثق بالطبيب فيكون مخزونا جيدا في المجتمع يخلق منه شخصا ناجحا بقاعدة مرضية كبيرة .
• كيف تجد مستقبل الجراحة التجميلية في المملكة؟
الجراحة التجميلية كالترميم والجراحات التشويهية للأطفال وغيرها يزداد الاهتمام بها في المملكة؛ وذلك نسبة لازدياد أعداد السكان، وكذلك الجراحة التجميلية التي تتعلق بالوجه والجسد فهي أيضا في تطور متواصل نسبة لزيادة ثقافة المجتمع، وعلى سبيل المثال وليس حصرا لتدارك المشكلة الموجودة في المملكة والخليج العربي بصفة عامة وهي السمنة المفرطة ولعلاج مضاعفات إنقاص الوزن وما تسببه من ترهلات تدعو إلى التدخل الجراحي.
• بعض طلاب الطب يكتفون بإضافة حرف الدال إلى أسمائهم للحصول على المكانة المرموقة دون محاولة خلق منظومة عمل خاصة بهم تحقق مسمى “طبيب رائد أعمال” مثلا .. ما رأيك في ذلك؟
طريق الطب طريق شاق وطويل والتركيز دائما يكون في تحصيل المعلومة العلمية، لكن للأسف ينتج منه منتوج سلبي وهو أن الأطباء لا يمتلكون قدرات إدارية؛ وذلك لتكريس كل وقتهم للحصول على المعلومة العلمية. بالنسبة لي فقد كانوا في جامعة هارفارد يعرضون على الطلاب الذهاب في ساعات المساء لحضور دورات تدريبية في طرق إدارة الأعمال في مجال الطب، وقد فتحت آفاقي في كيفية إدارة أعمال الطب، وكانت كدافع للتفكير في العمل في القطاع الخاص في مجال الطب لذلك أنا لا ألوم طلاب الطب؛ لأن التحصيل لا بد أن يكون عاليا جدا؛ لذلك فحياتهم الاجتماعية والاقتصادية تكون شبه معدومة إلى أن يتخرجوا ثم يتجهوا بعد ذلك إلى تطوير أنفسهم.
فأنا لا أعتقد أن الطلاب لا يبحثون على حرف الدال فقط؛ لأن الطب مهنة تعلم التفاني في العمل والإخلاص؛ لأنها مهنة تتعلق بالأرواح والقيم المجتمعية واللقب الاجتماعي للطبيب في العالم كله يأتي كتحصيل حاصل.
• ما هي طموحاتك من خلال “فيا”؟
أطمح إلى رفع مستوى الخدمة الصحية في مجال التجميل وتوعية المرضى بما لهم وما عليهم وحقوقهم ووجباتهم تجاه أنفسهم، ومحاولة تحجيم المشكلات التي تحدث في مجال التجميل؛ لأنه مجال مغر ماديا، فربما يدخل فيه الكثير من غير المتخصصين بهدف الربح المادي البحت، وإن لم يكن هناك وعي من قبل المريض سيتعرض لمشكلات كثيرة.
كما أعمل على التوسع في جميع مدن المملكة وخارجها والوصول إلى أكبر عدد من المرضى.
• بماذا تنصح الأطباء المتوجهين في هذا المساق للنجاح في كلا المساقين العلمي وريادة الأعمال معا؟
أنصح الراغبين في دمج الطب مع ريادة الأعمال بالعمل المجود والتفاني والتركيز في البداية على الجودة النوعية وليس على المظاهر والإعلانات، والابتعاد في بادئ الأمر عن التفكير الربحي والتركيز على التعليم المستمر وتدريب النفس، ثم التركيز على علاج المرضى بشكل صحيح، وبعد التمكن الممتاز يبدأ الاهتمام بتعلم العمل الإداري ليكمل كل منهما الآخر، فصناعة الاسم هي أهم خطوة في الطب ولا يحققها إلا التفاني في العمل.
تعليق واحد
انا معجبة بك جدا ي دكتور الله يوفقك ويسعدك