لا يختلف اثنان على أهمية الإعلام الجديد، المتمثّل في المواقع الإلكترونية التي تغطي الأخبار، وتنقل المعلومات، في شتى المجالات، بل تحقق انتشارًا كبيرًا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي- كفيسبوك وتويتر- والتي شهدت تقدمًا مذهلًا في نقل المعلومات مقارنةً بالإعلام التقليدي من قنوات فضائية وصحف خلال الحقبة الأخيرة؛ ما جعله هو الأكثر مشاهدةً ومتابعةً ومصداقيةً.
ومع ذلك، هناك من يشكّك في قدرة هذا الإعلام على صنع الخبراء والمبتكرين، ربما لأنه لم يظهر منذ مدة طويلة. ومن الواضح أن هؤلاء المشككين لم يلتقوا شاما كاباني ذات الـ26 عامًا، التي حصلت على الماجستير من جامعة تكساس في أوستن عن رسالة أعدّتها عن موقع تويتر، ولها كتاب بعنوان: (The Zen ofSocial Media Marketing)، يركّز في التسويق الإلكتروني على موقع Amazon.com.
أسّست كاباني، في عام 2009م، مجموعة Zen في مجال التسويق على مواقع التواصل الاجتماعي، بمدينة دالاس، برأس مال 1500 دولار فقط.
تقول كاباني: «إننا نعيش في عصر سئم فيه الناس من ثقافة الشركات المجهولة الهوية، وكل يوم أسأل نفسي: ما الذي يمكنني القيام به اليوم لزيادة القيمة لعملائي من متابعي فيس بوك، وتويتر، وغيرهما، ومشاهدي القنوات الفضائية، وغيرهم ممن يثقون بشركتي؟!».
وتضيف كاباني: «كنتُ أخطّط في الأساس لافتتاح وكالة عامة للاستشارات، لكنني سرعان ما أدركت شغفي واهتمامي بموضوعات الإعلام الاجتماعي، فبدأت بوضع استراتيجيتي الجديدة حول التشاور مع العملاء في كيفية تسويق سلعة أو خدمة معينة على الإنترنت».
وتقول أيضًا: «تعلّمت أمرين: أولهما أن العميل لا يبحث عن مجرد مستشار، بل عن شركة تنفذ أفكارًا واستراتيجيات؛ إذ يُعد التسويق من خلال مواقع التواصل الاجتماعي فرعًا واحدًا من فروع التسويق، التي تشمل تدشين المواقع الإلكترونية، وتطوير محرّكات البحث. وبذلك تحوّلنا من مجرّد شركة استشارية إلى شركة تعمل في مجال التسويق لعملائنا من خلال الإنترنت».
ويرجع نجاح شركة كاباني إلى انخفاض النفقات العامة؛ إذ قامت بتعيين نحو 30 موظفًا فقط، بينما كان يعمل بقية فريق العمل عن بُعد.
ويعود سرّ نجاح الشركة أيضًا إلى المشاركة المشروعة؛ إذ تفخر كاباني بأنها وطّدت العلاقة بين العملاء والتابعين، بدلًا من مجرد التحدث إليهم.
وفي هذا الإطار، يقول ديف كيربين؛ الرئيس التنفيذي والمؤسّس المشارك لشركة Likeable Media: «السمة المميزة لكاباني عن نظرائها من أصحاب الشركات المنافسة أنها تفهم المعنى الحقيقي لمصطلح “المشاركة الاجتماعية”؛ إذ تدرك جيدًا أن المحادثة يجب أن تذهب في كلا الاتجاهين من أجل إرضاء العملاء».
وتقول كاباني: «إن العالم الذي نعيش فيه اليوم ليس عالم أجدادنا، أو حتى والدينا. والشهادة الجامعية لا تضمن وحدها النجاح؛ لذا يجب على رواد الأعمال من الشباب خلق فرص خاصة بهم؛ لأن الاقتصاد في حاجة إلى روح جديدة، وأفكار تتّسم بالجرأة والإبداع».
مات فيلانو