تزداد أهمية التسويق، مع زيادة عدد المشروعات التجارية والصناعية؛ للوصول إلى أكبر شريحة من المستهلكين وتحقيق مزيد من الأرباح، وبعد ظهور مواقع التواصل الاجتماعي، أصبح من اليسير على أصحاب المشروعات التسويق امنتجاتهم وخدماتهم بأقل تكلفة ممكنة، شؤيطة فهم التعامل الجيد مع هذه المواقع.
ولم يكن غريبًا أن يطلق ” فان ديك” على المجتمع الحالي “مجتمع الشبكات” ، معرفًا إياه بأنه مجتمع مكون من الشبكات الإعلامية والاجتماعية التي تشكل هيئته الأساسية، وبنيته الرئيسة على كافة المستويات الشخصية، والمنظمة، والمجتمعية.
واصدر مانويل كاستيلز؛ أستاذ علم الاجتماع بجامعة كاليفورنيا بيركلي، عدة كتب أهمها “قوة الاتصال” والذي يرصد فيه ظاهرة تحول المجتمع إلى كلٍ متشابك يرتبط بعضه مع البعض عبر وسائط ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.
لقد أصبح مجتمعنا الآن متشابكًا، تغلب عليه سمة التسويق، فكل شيء؛ حتى- نحن أنفسنا- خاضع لآليات العرض والطلب، ومحكوم بأحكام السوق وسياساته، فكيف إذًا نستفيد من هذه الآليات؟.
مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي، هي شبكات يتواصل من خلالها الملايين الذين تجمعهم اهتمامات مشتركة؛ حيث تتيح لمستخدميها مشاركة الملفات والصور وتبادل مقاطع الفيديو، وإنشاء المدونات، وإرسال الرسائل وإجراء المحادثات الفورية.
ووفقًا للإحصاءات العالمية، فإن عد مستخدمي “فيسبوك” حول العالم يتجاوز 1.2 مليار مستخدم، وتجاوز عدد مستخدمي “تويتر” النصف مليار مستخدم، و “لينكد إن” الـ250 مليون مستخدم.
وتشير إحصائيات موقع Go-Gulf.com إلى تنامي استخدام مواقع التواصل الاجتماعي في المجتمعات العربية؛ إذ يتصل أكثر من 40% من سكان الوطن العربي بالإنترنت، منهم 88% يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة بشكل فعال.
من هذا المنطلق، يراهن رواد الأعمال على أهمية هذه المواقع للترويج لمشروعاتهم؛ إذ كشفت دراسة نشرها موقع “يس تو ديجيتال” المتخصص في المحتوى الرقمي، عن أن90 % من الشركات الصغيرة تستخدم أو تخطط لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي للوصول إلى المستهلكين، والمساهمة في تحويل المستهلكين المحتملين إلى مستهلكين واقعيين، والتواصل مع الجمهور ومعرفة ردود أفعالهم وآرائهم حول المنتجات والخدمات، بل إنَّ أكثر من نصف عدد الشركات الصغيرة زادت من نفقاتها على تلك المواقع مقارنة بالعام السابق.
وترجع أهمية مواقع التواصل الاجتماعي إلى قدرتها على كسب عملاء جدد؛ إذ يستخدمها 94% من الشركات الصغيرة في التسويق، كما أن 61 % من تلك الشركات وجدت أن تلك المواقع تساعدها في حل مشاكلها من خلال إيجاد عملاء جدد.
التسويق عبر الإنترنت
تُعد مواقع التواصل الاجتماعى كهيئة استشاريين مجانية لأصحاب المشاريع الصغيرة؛ حيث تمكنهم من الاطلاع على آراء المتابعين السلبية أو الإيجابية؛ ما يسهم فى رفع مستوى الأداء وخطط تطوير المشروع، فضلًا عن خلق فرص أكبر للتوسع بإضافة شركاء جدد.
وتمثل مواقع التواصل الاجتماعى إعلانًا مجانيًا للمشروع الصغير؛ ما يساعده على الوصول إلى المسؤولين الحكوميين أو رجال الأعمال والشركات الكبرى؛ وبالتالي يزيد من فرص تحويله إلى كيان أكبر.
المزايا السبع
تتعدد مزايا التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يلي:
- سرعة الرد على العميل:
تتميّز بالتواصل الفوري، فإذا عبَّر العميل عن استيائه مثلًا من سوء خدمة مابعد البيع أو لاحظ عيبًا في المنتج، فإن فريق عمل شركتك سيتواصل معه فورًا لحل مشكلته..
- الحوار المباشر مع الجمهور:
تتيح الحوار المباشر بين العميل والشركة، فتعرف الشركة مشاكل العملاء وتتواصل معهم لحلها، أو معرفة متطلباتهم، ويميل المستهلكون إلى تفضيل الإنترنت على التفاعل الشخصي، كالاتصال بالهاتف أو الذهاب إلى المتجر.
- توطيد العلاقة مع المستهلك:
مع زيادة التواصل وتحسن خدمة العملاء، تتطوّر العلاقات بسرعة بين الشركة وعملائها، فيشعر العملاء بأهميتهم لدى الشركة.
- زيادة المبيعات:
يتيح لك التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي تحفيز جمهورك لشراء منتجك باستمرار، فيمكنك عمل تخفيضات خلال مناسباتٍ معينة؛ إما بكوبونات شراء أو بغيرها؛ الأمر الذي يصب في خانة زيادة المبيعات.
- ارتفاع ترتيب موقعك بمحركات البحث:
إن أقوى وأول وسيلة لجذب الزوار إلى موقعك الإلكتروني تكون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فكلما أعاد جمهورك مشاركة روابط موقعك، ارتفعت مرتبته في محركات البحث.
- معرفة خصائص الجمهور:
تتعرف شركتك على خصائص الجمهور، كالفئة العمرية، والجنس، وغيرها من معلومات تلبي احتياجات جمهورك بشكل أفضل؛ ما يعني تحقيق عوائد أفضل.
- قلة التكلفة:
إطلاق الحملات الإعلانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي قد يكون مجانًا في كثير من الحيان، أو على القل لايكلفك إلا قليلًا، بخلاف التسويق التقليدي (قنوات فضائية- صحف- مجلات…الخ) الذي يتطلب أموالًا ضخمة قد لايفي بها كثير من الشركات.
محمد علواني