الفنار من أوائل العلامات التجارية في المملكة في مجال صناعة القهوة .. وهدفنا التوسع محليًا وإقليميًا
مستقبل صناعة القهوة واعد جدا بالمملكة.. وفرص كثيرة تنتظر رواد الأعمال
حاوره حسين الناظر
تأسست العلامة التجارية” الفنارللقهوة” في عام 2001م بمدينة الجبيل الصناعية؛ من أوائل العلامات التجارية السعودية في صناعة القهوة، وراحت تشق طريقها معتمدة على الجودة العالية والخدمة المميزة، ما نال ثقة العملاء متذوقي القهوة ، والان بحمدالله عدد فروع الفنار للقهوة 30 فرعًا في أنحاء المنطقة الشرقية، وتستعد لإطلاق 10 فروع خلال العام القادم بمدن المملكة المختلفة ..
نحن نتعرف على قصة نجاح الفنار للقهوة عن قرب مع مؤسسها السيد/ عبدالله سعيد الأحمري الرئيس التنفيذي لشركة الفنار للتجارة والمقاولات.، من خلال هذا الحوار ..
ــ أطلقتم العلامة التجارية ” الفنار للقهوة “؟ كيف تأسست ؟
بدأت بشراكة عائلية مع إخواني محمد وعبدالعزيز سعيد الأحمري، حيث نقل أخي محمد لنا صورة المقاهي في الولايات المتحدة الأمريكية بحكم دراسته هناك، ورأينا حاجة المدينة الصناعية بالجبيل لمقهى يقدم خدمات القهوة والحلويات، والتي بدأت في الرياض وجدة بفضل توافد شركات عالمية عام 2000م إلى المملكة، وبدأت بالانتشار والنجاح، ففكرنا بجدية وأطلقنا العلامة التجارية الفنار للقهوة عام 2001م بعد مداولات مطولة حول الاسم وشكل العلامة والألوان، وكان عملًا شاقًا وبحثًا مضنيًا لعدم وجود ثقافة العلامات التجارية بشكل يساعد على الإنجاز كما هو الآن.
ــ اسم الفنار.. أليس مثيرًا ؟ في الوقت الذي يتجه فيه الجميع للأسماء الأجنبية ؟
منذ البداية تم الاتفاق والحرص على أن يكون الاسم عربيًا، وتم اختيار اسم “الفنار” للعلامة التجارية الجديدة ، والفنار هو عبارة عن منارة طولية تتواجد على سواحل البحار وفي رؤس الخلجان تحديدًا كدليل تهتدي به السفن للبر ، لأن تجارة القهوة تعتمد في نقل محصولها على السفن منذ القرن 17 الميلادي، الذي بدأت فيه تجارة القهوة، وكما هو معروف أن أول موانئ تصدير القهوة في التاريخ “ميناء المخا اليمني” حيث كان على مدخل ميناء المخا منارتين للإرشاد، وهما لازالتا موجودتان إلى الآن، ومن هنا تم اختيار الاسم.
ــ لكن في عام 2001، لم يكن صناعة العلامات التجارية أو “البراند” قد عرفت طريقها إلينا ؟
نعم، ويرجع الفضل لبدايتنا بداية صحيحة وتسجيل علامتنا التجارية الفنار، للأستاذ محمد عياش أحد كبار موظفي وزارة التجارة والصناعة، الذي قابلته مصادفة في الجبيل الصناعية، حيث أشار علينا بتسجل العلامة التجارية بالوزارة حماية للعلامة ولحقوقنا ، فقمنا بذلك.
بعدها عكفنا باحترافية على تطوير هوية كاملة للعلامة التجارية، من تصاميم ومحتوى وطباعة للأكواب وجميع مواد التغليف، ووُفقنا والحمدلله في كثير منها، وتم تعديل البعض مع مرور الزمن.
ــ هناك تحديات ميدانية استطعتم تجاوزها بنجاح كانت من أسس نجاحكم فهل أطلعتنا عليها ؟
عندما قررنا عمل محلات القهوة في محطات الوقود خدمة للسيارات، أخذنا وقتًا طويلًا لاقناع أصحاب محطات البنزين بمنحنا مكانًا لتواجد الفنار للقهوة لتقديم خدماتنا من القهوة والمشروبات لسائقي السيارات من موظفي الشركات والموظفين العابرين للطرق السريعة، فقد كنا نرى احتياجهم الشديد للقهوة التي تعد رفيق سفر.
ولعلي هنا أشيد وأثني على رجل الأعمال القدير الاستاذ أحمد بن حمد الخنيني، الذي كان أول من اقتنع بمقترحنا، وقدم لنا مكانًا على سبيل التجربة، وقال: ” لونجحتم سنعممها على جميع محطاتنا” . ونجحنا والحمد لله ونلنا ثقة الرجل، والفنار للقهوة متواجدة في جميع محطات الخنيني للوقود، ولدينا كذلك عقود مع شركات أخرى.
كما أذكر من المواقف الطريفة أيضًا أننا واجهنا صعوبة في تنفيذ ديكوراتنا التي صممناها وأهمها اللوحة الرئيسية على المقهى، فقد كانت الرؤية أن تنفذ اللوحة بـ ” كلادينج ألومنيوم”، ولم يكن وقتها متوفرًا إلا بلون واحد فاضطررنا أن نصبغه لنحصل على لوننا المميز .
ــ وكيف نجحتم في كسب العملاء في ظل المنافسة الكبيرة ووجود أسماء وبراندات أجنبية عالمية ؟
الجودة ثم الجودة ثم الجودة، فمنذ أول يوم حرصنا على تقديم أجود أنواع القهوة في العالم، فنحن نستورد القهوة من أجود المحاصيل ونحمصها، وركزنا على نوعية “ARABICA COFFEE ” ، وهي أغلى وأفضل أنواع القهوة، وتستورد من كولومبيا والبرازيل، وأصلها من الشجرة العربية اليمنية التي كان مصدرها الوحيد فيالعالم اليمن، والتي تصدر عن طريق ميناء المخا، والتي زرعها الهولنديون فيما بعد في مستعمراتهم، أو مايسمى بالهند الشرقية، وهذا ما جعلنا نكسب احترام الكثير من عملائنا، الذين أصبحوا زبائن دائمين للفنار.
وتم اختيار أجود أنواع الأكواب في العالم ذات العزل الحراري المحكمة الغطاء ، وإنشاء مخبز متخصص تحت إشرافنا وصنعنا من خلال علامة تجارية للمخابز مباشرة، وجلبنا أمهر الخبازين، وقدمنا والحمد لله بشهادة زبائننا أفضل المخبوزات والحلويات المصاحبة للقهوة بجودة عالية، حيث تنقل المخبوزات طازجة للفروع يوميًا بسيارات مجهزة بثلاجات.
كما نولى تقديم الخدمة أهمية كبيرة ، فهنا نصنع و نقدم القهوة للزبون كأننا نقدمها لأنفسنا، ولدينا تواصل مستمر مع شكوى الزبائن التي تؤخذ بعين الاعتبار مهما كان صغر الملاحظة أو المشكلة وتحل في حينها.
ــ التدريب إذن مهم وكان من ضمن سياستكم ؟!
نعم بالتأكيد؛ فقد أسسنا منذ عام 2006؛ مركز تدريب للعاملين لدينا على أعلى مستوى، ويقدم أربع مستويات للتدريب:
الأول : تدريب أولي لمدة شهر كمعلومات أولية عن صحة البيئة وكيفية التعامل مع معدات العمل دون الاحتكاك مباشرة مع الزبون.
الثاني : تدريب حي في مواقع العمل لمدة 6 شهور يشمل التعامل مع القهوة ومعدات القهوة وكيفية الاحتفاء بالزبون والطريقة المثلى للخدمة .
الثالث: تدريب للمحترفين ( البارستا ) وهي تقدم مستوى متقدم لإعداد مقدمي القهوة المحترفين على الماكينات بداية من طحن القهوة وإعدادها وتقديمها للزبون بشكل يليق، وهؤلاء هم الموظفون الذين يعتمد عليهم في تقديم الأفضل للزبون وقيادة المحل الذي يعمل فيه.
الرابع : تدريب المتميزين في كل مواقع العمل على إدارة الفرع، إذا لمسنا فيه الاستعداد لتحمل المسؤولية.
ــ في إطار المسئولية المجتمعية .. هل يقوم المركز بتدريب الشباب السعودي غير العاملين لديكم؟
منذ بدأنا نضع المسئولية الاجتماعية نصب أعيننا ولدينا عدد من المساهمات الفعالة في فعاليات الصيف، ومع الكلية الجامعية بالجبيل الصناعية، وجمعيات تحفيظ القران الكريم بالجبيل والجمعيات الخيرية.
ونعد لإطلاق مبادرة جديدة لتدريب الشباب السعودي على عمل القهوة والتعامل مع الماكينات الحديثة، وسيتم إطلاق مسابقة أفضل مقدم قهوة BARESTA)) لخلق جيل من الشباب يعتمد على نفسه في إطلاق مشروعه في المستقبل.
ــ رغم نجاحكم الكبير في المنطقة الشرقية ؟ إلا أنكم لم تتوسعوا حتى الآن في باقي أرجاء المملكة؟ هل التريث والدراسة المتأنية مهمة بالنسبة لكم ؟
التوسع في المشاريع أيا كانت مالم تكن متانية ومدروسة لن تنجح وتحقق الأهداف المرجوة،
نحن ننوي في المستقبل القريب التوسع بنظام الفرنشايز قريبًا وهو من أولوياتنا في الوقت الحالي ، في ظل الأنظمة الجديدة للفرنشايز التي تدعم حقوق العلامة التجارية للمانح والممنوح، ورؤية 2030 التي تسعى الدولة لتطبيقها بدعم من سمو سيدي ولي العهد، سيزدهر مستقبل الفرنشايز بشكل كبير، وهذا يساعدنا كثيرًا ولدينا الطموح أن نكون من الأوائل المحققين للرؤية 2030م.
وسنحرص على وجود أرضية مشتركة بين الشركة الأم والمشغل للعلامة التجارية، وفي حال وجود شركة قوية لديها الملاءة المالية والإدارية الكافية لتشغيل العلامة التجارية والحفاظ على سمعتها .
ــ ما النجاح الذي تحقق حتى الآن؟
الحمدلله حققنا نجاحات خلال الفترة الماضية، تعد قفزة قوية للشركة ، بفضل ثقة المستهلك المحلي بما نقدم من منتجات.
أولًا : إنجاز وتشغيل 30 فرعًا، ولدينا خطة إكمال 40 فرعًا خلال 2019 إن شاء الله.
ثانثًا: دعم الفنار للقهوة بمصنع حلويات ومخبوزات مستقل يعمل بطاقة عالية وجودة متميزة ، لتزويد فروعنا فقط بالمنتجات الطازجة يوميًا، ولدينا عدد من الشاحنات المبردة التي تقوم بالتوزيع يوميًا.
ثالثًا: قمنا بدمج المقهى والمطعم الراقي (الفنار كافية) في مبنى مستقل مساحتة التشغيلية 730 مترًا مربعًا، وهو إنجاز مميز، ويقع في الجبيل الصناعية الواجهة البحرية، وهو موقع استثماري تم تخصيصه من قبل الهيئة الملكية بالجبيل مشكورة لدعمها الدائم و تشجيعها المستمر لرواد الأعمال .
ولدينا خطة لعمل أربع نسخ إضافية على مستوى المملكة من هذا النوع من المقاهي الراقية.
ـــ في ظل رؤية 2030 كيف ترون واقع صناعة القهوة في المملكة ؟ وما رؤيتكم لمستقبل ” الكوفي شوب”؟
صناعة القهوة هي صناعة واعدة في المملكة والعالم ، فالمملكة تتصدر دول العالم استهلاكًا للقهوة ( البن)، ويفوق حجم استهلاكها 5 مليار ريال، إذ أن القهوة من العادات العربية الأصيلة للكرم والضيافة التي تحرص عليها الأسرة السعودية والمواطن السعودي، ويتزايد عدد المقاهي بنسبة 10 % سنويًا، وقد بدأت تنال اهتمامًا رسميًا من وزارة التجارة والصناعة، ومن المستثمرين ورواد الأعمال، وهناك العديد من المعارض التي تنظم في أنحاء المملكة تحظى بإقبال كبير من المهتمين بهذا النشاط الحيوي.
ولكن يجب ألا نكون مستوردين ومستهلكين فقط، وأدعو لإعداد المعاهد المتخصصة وعمل الدورات الاحترافية وعمل المسابقات لأفضل صناع القهوة، وأفضل علامة تجارية محلية، كذلك أدعو إلى الاتجاه نحو صناعة ماكينات الإنتاج ومعدات صناعة القهوة كالمحامص ومعامل التعبئة والتغليف وغيرها، إسوة بدول أمريكا وأوروبا، لتوفير المليارات من تصدير هذه الماكينات .
ــ ما هي خططكم المستقبلية ؟
طموحنا ليس له حدود فنحن في بلد خصب بالفرص الكبيرة والواعدة ولابد أن نشارك حكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهدة الأمين في إنجاح رؤية 2030 بمسايرة نهج الرؤية ودفع شركتنا لتكون أنموذج للشركات السعودية الطموحة لنكون لبنة صلبة في تكوين هذا الوطن المعطاء ورافد عطاء .
كما نخطط لإطلاق علامة تجارية جديدة في مجال الأغذية تم تسجيلها والانتهاء من مسوغاتها، وسوف تطرح للعمل في 2020 إن شاء الله.
ــ سؤال أخير: ماهو الشيء الذي يدور في ذهنك تتمنى ان يتحقق فيما يخص الفنار للقهوة ؟
أتمنى ان أرى العلامات التجارية السعودية في مصاف الشركات العالمية في كل بلد، وهذا ممكن حدوثه في ظل تضافر الجهود على كافة أصعدة الدولة، بعمل تصنيف للعلامات التجارية ابتداء من نجمة حتى خمس نجوم، بحيث تؤهل المتميز من دخول المطارات السعودية والخليجية، فهي ليست حصرًا على العلامات التجارية الدولية المدعومة أصلا من دولهم من أجل المنافسة ورسوخ الاقدام في مجال المنافسة ونجاح العلامات التجارية سيكون له عوائد اقتصادية على الدولة وتواجد دولي سعودي في كل المحافل.